29- {مَحْسُورًا} أي تَحْسِرُكَ العطيةُ وتقطعك، كما يَحْسِرُ السفر البعير فيبقى منقطعًا. يقال: حسَرت الرجلَ فأنا أَحْسِرُه، وحسِر فهو يحسِر.
30- {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ} يوسِّع عليه.
{وَيَقْدِرُ} أي يضيِّق عليه.
(فَلا تُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ) [1] أي: لا تُمَثِّلْ إذا قتلت بالقَوَد، ولا تقتل غير قاتلك.
34- {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} أي: يتناهَى في الثَّبَات إلى حدّ الرجال. ويقال: ذلك ثمانية عشر سنة. وأَشُدُّ اليتيم غير أَشُدِّ الرجل في قول الله عز وجل: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} [2] وإن كان اللفظان واحدًا؛ لأن أشُدَّ الرجل: الاكتهال والحُنْكَةُ وأن يشتد رأيُه وعقله. وذلك ثلاثون سنة، ويقال: ثمان وثلاثون سنة. وأشدُّ الغلام: أن يشتد خَلْقُه، ويتناهى ثَبَاتُه.
35- {بِالْقِسْطَاسِ} الميزان، يقال: هو بلسان الروم [3] . وفيه لغة أخرى: (قُسْطَاس) بضم القاف. وقد قرِئ باللغتين جميعًا [4] .
{وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} أي أحسن عاقبة.
36- {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} أي: لا تتبعه الحدْسَ والظُّنُون ثم تقول: رأيتُ ولم تر، وسمعتُ ولم تسمع، وعلمتُ ولم تعلم [5] . [1] وقرئ: "فلا يسرف" بالياء، وهما سواء، كما قال الطبري 15/59. [2] سورة الأحقاف 15. [3] راجع المعرب 251، والإتقان 1/238. [4] وبأيتهما قرأ القارئ فمصيب؛ لأنهما لغتان مشهورتان وقراءتان مستفيضتان في قراء الأمصار، كما قال الطبري في تفسيره 15/61. [5] في تفسير القرطبي 10/257، واللسان 20/55.