أي سبق. والفارِط: المتقدِّم إلى الماء لإصلاح الأَرْشِيَةِ والدِّلاء حتى يَرِدَ القوم. وأَفْرَطْتُه: أي قدّمته.
66- {نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ} ذهب إلى النَّعَم. والنّعم تؤنث وتذكر [1] و (الْفَرْثُ) ما في الكَرِش.
وقوله: {مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا} لأن اللبن كان طعامًا فخلص من ذلك الطعام دم، وبقي منه فَرْثٌ في الكرش، وخلص من الدم لبن.
{سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} أي: سهلا في الشراب لا يَشْجَى به شاربه ولا يَغَصّ.
67- {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا} أي: خمرًا. ونزل هذا قبل تحريم الخمر [2] .
{وَرِزْقًا حَسَنًا} يعني: التمر والزبيب. وقال أبو عبيدة: السَّكَرُ: الطُّعم [3] . ولست أعرف هذا في التفسير.
68- {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} [أي: ألهمها. وقيل:] سخَّرها. وقد بيَّنت في كتاب "المشكل" أنه قد يكون كلاما وإشارة وتسخيرًا [4] . [1] مجاز القرآن 1/362. [2] وإنما جاء تحريم الخمر بعد ذلك في سورة المائدة كما في تفسير الطبري 14/91. [3] قال ذلك في مجاز القرآن 1/363 واستشهد عليه بقول جندل:
"جعلت عيب الأكرمين سكرا"
، وفي تفسير القرطبي 10/129 "أن الزجاج قال: قول أبي عبيدة هذا لا يعرف، وأهل التفسير على خلافه، ولا حجة له في البيت الذي أنشده؛ لأن معناه عند غيره:أنه يصف أنها تتخمر بعيوب الناس"، وفي تفسير الطبري 14/93 عن الشعبي "قال: السكر: النبيذ، والرزق الحسن: التمر الذي كان يؤكل. وعلى هذا التأويل الآية غير منسوخة بل حكمها ثابت. وهذا التأويل عندي هو أولى الأقوال بتأويل هذه الآية، وذلك أن السكر في كلام العرب على أحد أوجه أربعة: أحدها: ما أسكر من الشراب والثاني ما طعم من الطعام، والثالث السكون، والرابع المصدر ... ". [4] راجع تأويل مشكل القرآن 373-374.