وقرأ الحسن: سُكِرَتْ - بالتخفيف - وقال: سُحِرَتْ [1] . والعامة تقول في مثل هذا: فلان يأخذ بالعين.
16- {جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا} يقال: هي اثنا عشر برجًا [2] . وأصل البرج: القصر والحِصْنُ.
17-18- {وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * إِلا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ} يقول: حفظناها من أن يصل إليها شيطان، أو يعلمَ من أمرها شيئًا إلا استراقا، ثم يتبعه {شِهَابٌ مُبِينٌ} أي كوكب مضيء.
19- {مَوْزُونٍ} مقدَّر. كأنه وُزِنَ.
20- {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ} مثل الوحش والطير والسباع. وأشباه ذلك: مما لا يرزقه ابن آدم.
22- {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} قال أبو عبيدة: "لواقح" إنما هي ملاقحُ، جمع ملقحة [3] . يريد أنها تلقح الشجر وتلقح السحاب. كأنها تنتجه.
ولست أدري ما اضطره إلى هذا التفسير بهذا الاستكراه. وهو يجد العرب تسمي الرياح لواقح، والريح لاقحًا. قال الطِّرِمَّاح وذكر بُرْدًا مدَّه على أصحابه في الشمس يستظلون به:
قَلِقٌ لأفْنَانِ الرِّيَا ... حِ لِلاقِحٍ مِنْهَا وَحَائِلْ (4) [1] اللسان 6/40 وفي تفسير الطبري 14/10 ".. فإن معنى سكرت وسكرت، بالتخفيف والتشديد متقاربان". [2] راجع اللسان 3/34 وفي تفسير القرطبي 10/9 "وأسماء هذه البروج: الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت". [3] نص كلام أبي عبيدة في مجاز القرآن 1/348 "لواقح، مجازها مجاز "ملاقح" لأن الريح ملقحة للسحاب، والعرب قد تفعل هذا فتلقى الميم لأنها تعيده إلى أصل الكلام".
(4) البيت له في الأزمنة والأمكنة 2/341 مع شرحه نقلا عن أبي عبيدة.