36- {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} ؛ وكان النذر في مثل هذا يقع للذكور [1] . ثم قالت: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى} فقول الله عز وجل: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} - في قراءة من قرأ بجزم التاء وفتح العين - مُقَدَّمٌ ومعناه التأخير. كأنه: إني وضعتها أنثىُ وليس الذكر كالأنثى؛ والله أعلم بما وضعَت.
ومن قرأه (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعْتُ) - بضم التاء [2] فهو كلام متصل من قول أم مريم عليها السلام.
37- {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} ضَمَّها إليه.
و {الْمِحْرَابَ} الغرفَةَ. وكذلك روي في التفسير: أن زكريا كان يصعد إليها بِسُلَّم. (3)
والمحراب أيضا: المسجد. قال: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ} [4] ؛ أي: مساجد.
وقال أبو عبيدة: [5] المحراب سيد المجالس ومقدمها وأشرفها؛ وكذلك هو من المسجد.
{أَنَّى لَكِ هَذَا} أي: من أين لك هذا؟
39- {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} قال ابن عيينة: "السيد: الحليم ([6]) ". وقال [1] الدر المنثور 1/18. [2] وهي قراءة ابن عامر وأبي بكر، ويعقوب، كما في البحر المحيط 2/439 والقراءة الأولى هي قراءة الجمهور.
(3) راجع تفسير القرطبي 4/71. [4] سورة سبأ 13. [5] في مجاز القرآن 91 وقد نقله عنه الطبري 6/357 من غير عزو. [6] وكذلك قال ابن عباس وسعيد بن جبير، كما في الدر المنثور 2/22.