الفصل الأول: تطور العناية بالقرآن الكريم ومؤسساته أولا: جمعه منذ نزوله
...
الفصل الأول: تطور العناية بالقرآن الكريم ومؤسساته
حظي القرآن الكريم وعلومه باهتمام المسلمين وعنايتهم بما لم يحظ به كتاب سماوي، حفظاً، ودرساً، وشرحاً وتدويناً، ورواية بالتواتر، وقد تجلت هذه المظاهر من العناية الفائقة والإجلال والتعظيم له في مظاهر عديدة، من أهمها: أولاً: جمعه منذ نزوله:
تخصص لهذا نفر كريم أمين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لرصد كل ما ينزل به من الوحي. ثبت في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: "جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، فقيل له: "مَنْ أبو زيد؟ " قال: "أحد عمومتي".
وفي لفظ للبخاري عن أنس قال: "مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، ونحن ورثناه" (1) .
"وحكى القرطبي في أوائل تفسيره عن القاضي أبي بكر الباقلاني أنه قال، بعد ذكر حديث أنس بن مالك هذا،"فقد ثبت بالطريق المتواترة أنه جمع
(1) ابن كثير، إسماعيل بن عمر، كتاب فضائل القرآن، الطبعة الأولى، تحقيق محمد إبراهيم البنا، جدة: دار القبلة للثقافة الإسلامية، بيروت: مؤسسة علوم القرآن، سنة 1408هـ/1988م، ص22.