والمعرفة[1].
والحق أن الإمام ابن مجاهد لم يقصد إهدار بقية القراءات؛ ولكن جعلها وراء السبعة في علم السند والرواية، وجمعها في كتابه "الكبير" الذي كان الأساس الأول للإمام ابن جني، وعليه مدار كتابه "المحتسب" في شواذ القراءات وتوجيهها.
ومما يدل على عدم إهداره لبقية القراءات استشهاده في كتابه "السبعة" بقراءات غير القراء السبعة؛ كقراءة الإمام أبي جعفر، وقراءة الإمام شيبة بن نصاح، وغيرهما[2].
وقد اختار ابن مجاهد ما اختاره من القراءات؛ لأنه أراد البلاد الإسلامية الشهيرة بالمقرئين، فاختار منها أضبط القراء -في رأيه- فصادف العدد "السبعة"، ولم يقصد العدد "السبعة" لذاته[3]، فكان اقتصاره على السبعة محض اتفاق دون قصد منه، كما ظن البعض.
أما أن بعض العامة سبق إلى ذهنه أن ابن مجاهد اعتقد أن القراءات السبع هي الحروف السبعة، فهو ليس مسئولًا عن خطأ غيره أو وهمهم، ولو ظن ذلك لأبطل بقية القراءات، والواقع عكس ذلك؛ حيث إنه لم يحكم على بقية [1] راجع كلام الناس في الإمام ابن مجاهد واعتراضاتهم عليه في كتاب "التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن" للشيخ طاهر الجزائري ص112-114. [2] راجع: مقدمة السبعة ص22، 28، 29. [3] انظر: "الأحرف السبعة" لحسن ضياء الدين عتر ص349-352.