كما أقبل على أساتذة النحو الكوفيين، وسمع الحديث، وأخذ القراءات من طائفة ذكرهم في صدر كتابه "السبعة".
وتصدر للإقراء، فازدحم عليه أهل الأداء، ورُحل إليه من الأقطار، وقرأ عليه خلق لا يحصون، كان حجة في القراءات والحديث، وثقة علامة كبيرًا.
قال الداني: فاق ابن مجاهد في عصره سائر نظائره من أهل صناعته، مع اتساع علمه، وبراعة فَهْمِه، وصدق لهجته، وظهور نسكه ...
وقال ثعلب: ما بقي في عصرنا هذا أعلم بكتاب الله من أبي بكر بن مجاهد.
وقال ابن النديم: آخر من انتهت إليه الرياسة بمدينة السلام ... وكان واحد عصره غير مدافع، وكان مع فضله وعلمه وديانته ومعرفته بالقراءات وعلوم القرآن: حسنَ الأدب، رقيق الخلق، كثير المداعبة، ثاقب الفطنة، جوادًا ...
وقال ابن الجزري: وبعد صيته، واشتهر أمره، وفاق نظراءه مع الدين والحفظ والخير، ولا أعلم أحدًا من شيوخ القراءات أكثر تلاميذ منه، ولا بلغنا ازدحام الطلبة على أحد كازدحامهم عليه.
حكى ابن الأخرم: أنه وصل إلى بغداد