من الأعلام أمثال: ابن عبد البر، وأبي شامة المقدسي، وغيرهما[1].
وقد حاول البعض أن يجمع بين القولين:
بأن بداية نزول القراءات كان مع بداية نزول القرآن الكريم بمكة المكرمة؛ حيث توجد القراءات في السور المكية؛ ولكن الحاجة لم تدعُ إلى استخدامها لوَحْدَة اللغة واللهجة بمكة وما جاورها، خلافًا لما حدث بعد الهجرة؛ حيث دخلت في الإسلام قبائل مختلفة اللهجات واللغات، فكان ورود حديث أبي بن كعب إشعارًا للإذن فقط[2].
هكذا نشأت القراءات، وسواء كان نزولها ونشأتها بمكة أم بالمدينة -على خلاف العلماء في ذلك- إلا أنها مرت بمراحل عديدة، يتداخل بعضها في بعض، حتى استقرت علمًا [1] انظر: التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن للشيخ طاهر الجزائري ص69-97، وإليه يميل الدكتور/ عبد العزيز عبد الفتاح القارئ، وقد صرح بأن نزول القرآن الكريم على الأحرف السبعة رخصة جاءت متأخرة عن العزيمة وهي القراءة على وجه واحد. وكان المسلمون ظلوا في مكة ثلاث عشرة سنة يقرءون القرآن على وجه واحد بلهجة قريش ...
انظر: مجلة كلية القرآن الكريم بالمدينة المنورة، العدد الأول، ص94-96، ورجح ذلك الدكتور/ شعبان محمد إسماعيل في كتابه: "القرءات أحكامها ومصدرها" ص85، والدكتور/ محمد الزفزاف في كتابه: التعريف بالقرآن والحديث ص38. [2] لقد ألمح إلى هذا القول الدكتور/ السيد رزق الطويل في كتابه: "في علوم القرآن" ص34.