المبحث الثاني: شرح الركن الأول "التجويد"
تعريف التجويد لغة واصطلاحا:
لغة:
مصدر "جوَّد" يجوِّد، من باب "التفعيل" بمعنى "التحسين"، يقال: جوَّد الرجلُ الشيءَ، إذا أتى به جيدًا، وأحكم صنعه، وحسَّنه، ويقال: هذا شيء جيد؛ أي: حسن، والاسم منه: الجودة، وهي ضد الرداءة[1].
اصطلاحًا:
عِلْمٌ بكيفية أداء كلمات القرآن الكريم؛ من حيث إخراج كل حرف من مخرجه، وإعطاؤه حقه ومستحقه[2].
فالتجويد عبارة عن الإتيان بالقراءة مجودة الألفاظ، بريئة من الرداءة في النطق؛ أي: انتهاء الغاية في التصحيح، وبلوغ النهاية في التحسين[3]. [1] راجع: النشر [1]/ 201. [2] حق الحرف: مخرجه وصفاته الذاتية اللازمة، التي لا تنفك عنه: كالجهر، والاستعلاء، والقلقلة، والغنة ... وما إلى ذلك.
ومستحقه: صفاته العارضة التي يتصف الحرف بها أحيانًا، وتنفك عنه في بعض الحالات: كالإظهار، والإدغام، والمد والقصر، والتفخيم والترقيق ... راجع: نهاية القول المفيد لمحمد مكي نصر ص11. [3] انظر: النشر [1]/ 201، وجمال القراء 2/ 525. حكم التجويد:
العلم بأحكامه وجزئياته فرض كفاية -بالنسبة لعامة المسلمين- وفرض عين بالنسبة إلى رجال الدين من العلماء والحفاظ[1].
والعمل به ومحاولة تطبيقه في التلاوة فرض عين على كل مَن قرأ شيئًا من القرآن الكريم للتعبد به، سواء في الصلاة أو خارجها. [1] راجع: "العميد في علم التجويد" للشيخ محمود علي بسه ص8.
وقد سبق ذكر أدلة وجوب التجويد في المبحث الأول من هذا الفصل، فأرجع إليه إن شئت.