أكثر ... إلى سبعة وجوه.
ولنعلم أن كل ما رُوي أو أثبت في الكتب -ولو برواية صحيحة- لا يعد قراءة قرآنية؛ لإجماع العلماء على شرط التواتر، وموافقة مرسوم المصاحف العثمانية.
فإذا أجريت القراءات كلها على هذين الضابطين تجد أنها تتهاوى ولا يثبت منها إلا أقل من عُشرها.
فمثلًا قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [1] ذكر فيه أبو حيان خمس عشرة قراءة[2]؛ لكن المتواتر منها قراءتان فقط: "مَلِك" بحذف الألف، و"مالك" بإثبات الألف.
وقوله تعالى: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} [3] ذكر فيه أبو حيان اثنتين وعشرين قراءة[4]، بينما المتواتر منها وجهان فقط: "وعبَدَ" على وزن فَعَل بفتح الثلاثة مع نصب "الطاغوت" على المفعولية، و"عَبُد" على وزن فَعُل، بفتح الأول والثالث وضم الثاني مع خفض "الطاغوت".
وفي كلمة: {أُفٍّ} [5] ذكر أبو حيان أربعين لغة6، [1] الفاتحة: 3. [2] البحر المحيط 1/ 20. [3] المائدة: 60. [4] البحر المحيط 3/ 519. [5] الإسراء: 23، الأنبياء: 67، الأحقاف: 17.
6 البحر المحيط 6/ 23.