نام کتاب : درة التنزيل وغرة التأويل نویسنده : الخطيب الإسكافي جلد : 1 صفحه : 917
وهو مؤمن فإنّ سعيه مقبول، وهو على عمله مثاب، ومن عمل صالحا ولا إيمان معه مثل معونة الضعيف، وإغاثة اللهيف [1] ، وصلة الرحم، وإفاضة النعم، والكف عن الظلم لم يقبَل سعيُه، وهو في ضمن قوله: (وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون) .
وأما قوله في الآية الأولى: (وأنا ربكم فاعبدون) واختصاصها دون قوله: (فاتقون) فلأنه خطاب للفرق التي تفرقت في طرق الباطل، ولم تخلص العبادة لله فنبّأهم إلى أن يعبدوه.
والتي في سورة المؤمنين إنما هي خطاب للرسل عليهم السلام لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)) .
وقد جاء في خطاب الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه والمؤمنين والصالحات بعدهم: اتقوا الله، قال الله تعالى: (يا أيها النبي اتق الله ... ) ، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)
، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ) . [1] اللهيف: المضطر (اللسان 32219) .
نام کتاب : درة التنزيل وغرة التأويل نویسنده : الخطيب الإسكافي جلد : 1 صفحه : 917