نام کتاب : جمع القرآن الكريم حفظا وكتابة نویسنده : علي بن سليمان العبيد جلد : 1 صفحه : 6
وقول زيد بن ثابت – رضي الله عنه -: " فتتبعت القرآن أجمعه من العسف واللخاف وصدور الرجال " 1
وإذا نظرنا إلى أشهر أسماء القرآن الكريم، فإننا سنجد فيها اسمين يدلان على المعنيين:
الأول: القرآن.
الثاني: الكتاب.
فالاسم الأول " القرآن " إشارة إلى جمعه عن طريق المعنى الأول، وهو الحفظ في الصدور. فالقرآن: لفظ مشتق من الفعل "قرأ" بمعنى تلا، فهو مرادف للقراءة، ودل على هذا قوله عز: {وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} (طه:114) أي: لا تعجل بقراءة القرآن قبل أن ينتهي جبريل من قراءته. وقوله تعالى: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً} (الإسراء: 78) أي: قراءة القرآن في هذا الوقت تشهدها الملائكة ويشهدون بها.
قال اللحياني [2] وجماعة من أهل اللغة: " قرآن: مصدر كغفران، سمي ب "المقروء" أي المتلو، تسمية للمفعول بالمصدر، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} (القيامة: 17،18) أي: قراءته، والمراد: جبريل عليه السلام. ومنه كذلك قول حسان بن ثابت يرثي عثمان ابن عفان رضي الله عنهما:
ضَحُّوا بأشمطَ عنوانُ السجود به ... يُقَطِّعُ الليلَ تسبيحاً وقرآنا3
أي: قراءة. ويقال: قرأ الرجل، إذا تلا، يقطع قرآنا وقراءة 4
1 الحديث أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب جمع القرآن. صحيح البخاري ج6 – ص 98 [2] هو علي بن حازم اللحياني، لغوي عاصر، الفراء، كان حيا سنة 207هـ، معجم المؤلفين 7: 56
3 الاشمط: أبيض الرأس يخالطه سواد، انظر ديوان حسان ص 469.
4 انظر قوله في مدخل إلى تفسير القرآن د. زرزور ص 45.
نام کتاب : جمع القرآن الكريم حفظا وكتابة نویسنده : علي بن سليمان العبيد جلد : 1 صفحه : 6