ولو أن رجلا كتب في المصحف سورا وترك سورا لم يكتبها، لم نر عليه في ذلك وكفا [1] إن شاء الله تعالى.
باب ما ادّعي على القرآن من اللحن
وأما ما تعلقوا به من حديث عائشة رضي الله عنها في غلط الكاتب، وحديث عثمان رضي الله عنه: أرى فيه لحنا- فقد تكلم النحويون في هذه الحروف، واعتلوا لكل حرف منها، واستشهدوا الشعر:
فقالوا: في قوله سبحانه: إِنْ هذانِ لَساحِرانِ [طه: 63] وهي لغة بلحرث بن كعب يقولون: مررت برجلان، وقبضت منه درهمان، وجلست بين يداه، وركبت علاه. وأنشدوا [2] :
تزوّد منّا بين أذناه ضربة ... دعته إلى هابي التّراب عقيم
أي موضع كثير التراب لا ينبت.
وأنشدوا [3] :
أيّ قلوص راكب تراها ... طاروا علاهنّ فطر علاها [1] الوكف: الإثم والعيب. [2] يروى صدر البيت بلفظ:
تزوّد منّا بين أذناه طعنة والبيت من الطويل، وهو لهوبر الحارثي في لسان العرب (صرع) ، (شظى) ، (هبا) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص 707، وخزانة الأدب 7/ 453، والدرر 1/ 116، وسر صناعة الإعراب 2/ 704، وشرح شذور الذهب ص 61، وشرح المفصّل 3/ 128، 133، والصاحبي في فقه اللغة ص 49، وهمع الهوامع 1/ 40. [3] يروى الشطر الأول من الرجز:
أي قلوص راكب تراها ... ناجية وناجيا أباها
والرجز بلا نسبة في تاج العروس (قلص) ، (نجا) ، ولسان العرب (علا) ، (نجا) ، ويروى أيضا بلفظ:
أي قلوص راكب تراها ... فاشدد بمثني حقب حقواها
وهو بلا نسبة في لسان العرب (علا) ، وتاج العروس (قلص) ، ويروى الشطر الثاني بلفظ:
نادية وناديا أباها ... طاروا علاهنّ فطر علاها
والرجز لرؤبة في ديوانه ص 168، وله أو لأبي النجم أو لبعض أهل اليمن في المقاصد النحوية 1/ 133، ولبعض أهل اليمن في خزانة الأدب 7/ 133، 115، وشرح شواهد المغني 1/ 128، وبلا نسبة في لسان العرب (طير) ، (علا) ، (نجا) ، وخزانة الأدب 4/ 105، والخصائص 2/ 269، وشرح شواهد الشافية ص 355، وشرح المفصّل 3/ 34، 129، وتاج العروس (قلص) .