responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بيان المعاني نویسنده : آل غازي، عبد القادر بن ملّا حويش    جلد : 1  صفحه : 53
إلى أن قال (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) يدل على تقدم الوحي على هذا الحديث. وقوله في الحديث الثاني: فإذا الملك الذي جاءني بحراء، يدل على صحة ما جاء في حديث عائشة أيضا، وان أول ما نزل هو (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) ، وقوله فيه أيضا: ثم حمي الوحي وتتابع، أي بعد ما فتر، وبعد نزول (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) نزلت (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) وبهذا يحصل الجمع والتوفيق بين الحديثين المذكورين، وحديث عائشة المتقدم هو الصواب الذي لا مرية فيه والمجمع عليه على الإطلاق، ومعنى فترة الوحي احتباسه وعدم تواليه، ومعنى حمي الوحي كثر نزوله، وحديث عائشة هذا يعد من مراسيل الصحابة لأنها لم تدرك هذه القصة فلا بد أنها سمعتها من حضرة الرسول أو من ثقات أصحابه، ومرسل الصحابي حجّة عند جميع العلماء ولا سيما السيدة عائشة التي كان ينزل الوحي في فراشها وهي مع النبي بخلاف بقية نسائه، فإنهن إذا نزل الوحي عليه وهو في فراش إحداهن انعزلت عنه، فقد روى ابو يعلى في مسنده عن عائشة قالت: أعطيت تسعا وفيه، وإن كان الوحي لينزل عليه وهو في أهله فينصرفن عنه، وإن كان لينزل عليه وأنا معه في لحافه، وبهذا يندفع التعارض باختصاص نزول الوحي في فراش عائشة، تأمل، وهذا النوع من القرآن يسمى الفراشي، كيف وهي التي شهد الله ببراءتها وحسبك بها حجة، ولم يخرج عن هذا الإجماع إلا أبو إسحاق الاسفراييني.
وإنما ابتدئ صلّى الله عليه وسلم بالرؤيا لئلا يفجأه الملك. بصريح النبوة، فلا تتحملها قواه البشرية، فبدأه بعلامتها. توطنة للوحي، وإرهاصا إلى مقدمات النبوة.
مطلب معنى الإرهاص والوحي ومأخذ الشفرة والإرهاص معناه هنا الإثبات، يقال: ارهص الشيء إذا أثبته وأسسه على طريق المجاز.
فهذه المقدمات التي تأتي الرسل من الرؤيا الصادقة والكشف والفراسة في الأمور، أي التوسم بها- راجع الآية 75 من سورة الحجر في ج 2 تجد معناها-.
وتخيل المعاني قبل وقوعها، إثبات لنزول الوحي الالهي وأساس للمنزول عليه ليقوى جنانه ويأخذ ما يتلقاه من الوحي بعزم وحزم، وليعرفه حقا انه من الله دون تطرق لشك أو ظن أو وهم. تدبر هذا.

نام کتاب : بيان المعاني نویسنده : آل غازي، عبد القادر بن ملّا حويش    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست