الى مكة وبقوا فيها الى أن ماتوا جميعا رحمهم الله. قالوا: وان كل نبي إذا منا أهلك الله قومه يأتي إلى مكة مع قومة المؤمنين يعبدون الله فيها حتى يموتوا، وقد في المقدمة أن هذه القصص لا يعتمد على صحتها لأنها من نقل الأخباريين، وانا نأخذ خلاصة ما لا مبالغة فيه وننبه القارئ ليكون على علم منه ونكفيه مؤونة تشوقه لقراءتها في تفاسير أو قصص مشحونة بما لا يعقل، وممزوجة بما لا يجوز قراءته: قال تعالى «وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً» في النسب لا في الدين وهو ابن عبيد بن أسف بن ماسح بن عبيد بن جاوز بن ثمود ابن غابر بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام «قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ» على صحة رسالتي وهي «هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ» أخرجها «لَكُمْ آيَةً» على صدقي «فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ» من ضرب أو منع من شرب أو مرعى فاذا فعلتم بها شيئا من ذلك «فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ 73» لا تطيقه أجسامكم ولا يقيكم منه أحد ولا مرد له من الله «وَاذْكُرُوا» يا قوم «إِذْ جَعَلَكُمْ» الله ربي الذي ادعو لعبادته «خُلَفاءَ» في الأرض «مِنْ بَعْدِ عادٍ» وقد علمتم ما حل بهم من العذاب «وَبَوَّأَكُمْ» أنزلكم «فِي الْأَرْضِ» أي أرض الحجاز لأن ثمد نسبة الى ماء بين الشام والمدينة من أرض الحجاز وجعلها منازل لكم وملككم إياها «تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِها قُصُوراً» ذات غرف عالية تصيفون فيها «وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً» ناحية ذات حجر تشتون فيها، وهذا مما يدل على زيادة ترفهم ونعيمهم في الدنيا بالنسبة لوقتهم «فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ» نعمه المترادفة عليكم طلبا لدوامها، وفيها حث من الله لعباده على شكر نعمه وحق لها أن تشكر لأن الشكر يزيدها كما نوهنا عنه آنفا في الآية 69 المارة فراجع ما ذكرناه هناك «وَلا تَعْثَوْا» تكثروا الفساد وتأتوا بأشده وأفظعه «فِي الْأَرْضِ» التي منحكم الله إياها وغيرها مما كانت في تلك الغير حالة كونكم «مُفْسِدِينَ 74» فيها فإن مطلق الإفساد يزيل النعم عنكم ويعرضكم للهلاك ولا تكفروا فان الكفر يمحقكم «قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا» عن دعوة صالح الصالحة وأنفوا من إرشاده الحق «مِنْ