مثل مؤمن آل فرعون الذي سخره الله لموسى عليه السلام، فنزلوا على معاوية ابن أبي بكر عميد العماليق نسبة الى جدهم عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح وهم أخوال معاوية هذا، حينما كان مخيّما بظاهر مكة شرفها الله، وهو يومئذ سيد مكة، فأبطأوا عنده يشربون الخمور ويأكلون السمين ويسمعون غناء الجرادتين ومن جملة ما غنتهم به قول معاوية المذكور الذي علمه لهما وأمرهما بغنائه ليتيقظوا من غفلتهم وليحرضهم على إيفاء ما جاءوا لأجله من عند قومهم وهو:
ألا يا قيل ويحك قم وهينم ... لعل الله يسقينا غماما
فيسقي أرض عاد إن عادا ... قد امسوا لا يبينون الكلاما
من العطش الشديد فليس ترجو ... به الشيخ الكبير ولا الغلاما
وقد كانت نساؤهم بخير ... فقد أمست نساؤهم أيامى
وان الوحش تأتيهم جهارا ... ولا تخشى لعاديّ سهاما
وأنتم هاهنا فيما أتيتم ... نهاركم وليلكم تماما
فقبّح وفدكم من وفد قوم ... ولا لاقوا التحية والسلاما
ولما فرغتا منه تيقظوا وقال لهم مرثد والله لا تسقون ما لم تطيعوا نبيكم هودا وأظهر إيمانه وطفق يلومهم بقوله:
عصت عاد رسولهم فأمسوا ... عطاشا ما تبلهم السماء
لهم صنم يقال لهم صمود ... يقابله صداء والهباء
فبصرنا الرسول سبيل رشد ... وأبصرنا الهدى وجلي العماء
وإن إله هود هو إلهي ... على الله التوكل والرجاء
فقد حكم الإله وليس جورا ... وحكم الله ان غلب الهواء
على عاد وعاد شر قوم ... فقد هلكوا وليس لهم بقاء
واني لن أفارق دين هود ... طوال الدهر أو يأتي الفناء
ثم بادر بإرشاد الوفد لطاعة هود فلم يفعلوا وردّوا عليه شر ردّ وبقوا مصرين