الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً} [1] فنسختها براءة فقال الله عز وجل: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} [2] وقال الله عز وجل: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ} إلى قوله {وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ} [3] فقال عز وجل: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [4] وهو العام الذي حج فيه أبو بكر رضي الله عنه ونادى علي فيه بالآذان يعني بالآذان أنه قرأ عليهم علي رضي الله عنه سورة براءة[5].
وعن قوله عز وجل: {وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ} [6] حتى يأتي الله بأمره عز وجل: فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعفو عنهم ويصفح ولم يؤمر يومئذ بقتالهم ثم نسخ ذلك بعد في براءة فقال: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ} إلى قوله: {وَهُمْ صَاغِرُونَ} [7] فأمر الله عز وجل: نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقاتلهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية[8]. [1] المائدة 2. [2] التوبة 5. وينظر ابن حزم 127، النحاس 115، ابن سلامة 40، مكي 218، ابن الجوزي 203، العتائقي 46، ابن المتوج 98. [3] التوبة 17. [4] التوبة 28. وفي الأصل: المشركين، وما أثيتناه من المصحف الشريف. [5] ينظر تفسير الطبري 10/106، أحكام القرآن لابن العربي 913، زاد المسير 3/417. [6] المائدة 13. [7] التوبة 29. [8] ينظر ابن حزم 127، ابن سلامة 41، مكي 232 وفيه قول قتادة، ابن الجوزي 204، العتائقي 46، ابن المتوج 100. ةيلاحظ أن بعض العلماء ذهب إلي أنها منسوخة بآية السيف.