responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعجزة الكبرى القرآن نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 84
فأولًا: الفاء التي تفيد ترتيب الجزاء على الأعمال، وثانيًا: التعبير بربكم الذي فيه الإشارة إلى أنَّه خلق فسوَّى، وهو المربي المكمل، الهادي كلًّا إلى غايته، وثالثًا: ترتيب العلم الكامل على كونه الخالق، ورابعها: ذكر العلم الكامل بأفعل التفضيل الذي يدل على أنه لا علم فوقه إن كان ثَمَّة تفاضل، وخامسًا: التعبير عن الجزاء بأنه أثر الهداية، وأنَّ الله تعالى أعلم بالمهتدين، وسادسًا: التعبير بأفعل التفضيل في أهدى، أي: إنه العالم بمن اهتدى بعد أن يغفر الله، وسابعًا: في التمييز بكلمة سبيلًا، وفيه بيان بعد نوع من الإبهام، وكذلك يكون العلم متمكنًا فضل تمكن، علم بالهداية وعلم بمنهاجها، وهو السبيل القويم.
50- بعد هذا النظر السريع إلى تلك الآية نتجه إلى آية أخرى، نجد فيها الكلمة تدل على معنى لو غيّرت بغيرها مما يكون في معناها ظاهرًا، مرادفًا لها بادئ الرأي، لا يمكن أن يؤدي المعنى الذي يشرق منها، ويجتمع به في الدلالة صورة اللفظ، وإشراق المدلول.
اقرأ قوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّس} [التكوير: 18] ، فإننا لو أردنا تغيير كلمة من هاتين الكلمتين لتغيَّرت الصورة البيانية، ولننظر فيهما.
الكلمة الأولى: وهي الصبح، فإنَّها تدل على النور الذي يتخلَّل الظلمة، ويسري فيها شيئًا فشيئًا، وينبعث في هذا الوجود فيملؤه نورًا، وتنبعث من بعده الحياة، ويخرج الناس إلى معايشهم بعد سبات الليل وسكنه، وما يغشى به الكون من لباس الظلمة.
ولا شكَّ أن كلمة الفجر قد تدلُّ على بعض معاني كلمة الصبح، والعلماء يعدونهما من المترادفين، ولكن عند التحقيق نجد كلمة الفجر تدل على معنى شق الظلمة، وعلى مجرَّد ابتداء نهاية الظلمة، ولذلك يقترن بها ذكر الليالي، كما قال تعالى: {وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ، وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: 1-3] ، فقد كان ذكر الليالي مع الفجر متناسبًا؛ لأنَّ الليل متآخٍ مع الفجر في معناه، وقصد به مجرد نهاية الليالي.
ولكن كلمة الصبح لوحظ فيها الإشارة إلى ابتداء النهار، فإذا كان وقت الفجر والصبح واحدًا فإنَّ الفجر فيه بيان إنهاء الليل، والصبح ابتداء النهار، ولذا يستحين الناس أن يقال طلع الفجر، ولا يقال طلع الصبح، بل يقال أشرق الصبح، وهنا نجد المعنى واحدًا في الجملة، ولكن الدلالة اللغوية الدقيقة مختلفة، فهذا إشاق وذاك إنهاء.
والكلمة الثانية: كلمة {تَنَفَّس} فإنَّ كلمة التنفس في ذاتها تدل على بدء مظاهر الحياة شيئًا فشيئًا؛ وذلك لأنَّ أصل التنفس من النفس، وهي الحياة، وهي أيضًا الريح،

نام کتاب : المعجزة الكبرى القرآن نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست