نام کتاب : المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها نویسنده : ابن جني جلد : 1 صفحه : 323
من قرأ: "يا أبَتَ"[1]. قال أبو عثمان يريد: يا أبتاه، وقد ذكرنا حذف الألف فيما مضى، وأنشدنا البيت الذي أنشده أبو الحسن وابن الأعرابي جميعًا:
فلستُ بمدرِك ما فات مني ... بلهفَ ولا بِلَيْتَ ولا لو اني2
أراد: بهلفا، وغَيَّره.
وقراءة السدي: "ابناه" يريد بها الندبة، وهو معنى قولهم: "الترثِّي، وهو على الحكاية؛ أي قال له: يا ابناه، على النداء. ولو أراد حقيقة الندبة لم يكن بُد من أحد الحرفين: يا ابناه، أو واابناه، كقولك فيها: وازيداه، ويازيداه.
وأما "ابْنَهْ" بجزم الهاء، فعلى اللغة التي ذكرناها لأزد السراة في نحو قوله:
ومِطْواي مشتاقان لَهُ أَرِقَانِ3
ومن قراءة الأعمش بخلاف: "على الْجُودِي" خفيف.
قال أبو الفتح: تخفيف ياءَي الإضافة قليل إلا في الشعر. أنشدنا أبو علي:
بَكِّي بعينكِ واكفَ القطر ... ابن الحواري العالي الذِّكْر4
يريد: "الحواريّ". ورُوي عنهم: لا أكلمك حِيْرِيْ دهر بتخفف الياء، يريد: حِيْرِيّ دهر، وهذا في النثر، فعليه قراءة الأعمش: "الْجُودِي" خفيفًا.
ومن ذلك قراءة محمد بن زياد[5] الأعرابي: "فَضَحَكَتْ"[6] فتحًا.
قال أبو الفتح: روى ابن مجاهد قال: قال أبو عبد الله بن الأعرابي: الضَّحْك: هو الحيض، وأنشد "78و":
ضَحْكُ الأرانب فوق الصفا ... كمثل دم الجوف يوم اللِّقا7 [1] سورة يوسف: 4، وقرأ بهذه القراءة ابن عامر وأبو جعفر والأعرج. البحر: 5/ 279، والإتحاف: 158.
2 انظر الصفحة 277 من هذا الجزء.
3 انظر الصفحة 244 من هذا الجزء.
4 لابن قيس الرقيات في رثاء مصعب بن الزبير. ويروى: "بدمعك" مكان "بعينك". النوادر: 205. [5] هو محمد بن زياد الأعرابي أبو عبد الله مولى العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس. كان ناسبًا نحويًّا كثير السماع رواية لأشعار القبائل كثير الحفظ. لم يكن بين الكوفيين أشبه برواية البصريين منه. توفي سنة 231، وقيل غير ذلك. إنباه الرواة: 3/ 128 وما بعدها. [6] سورة هود: 71.
7 انظر: اللسان "ضحك".
نام کتاب : المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها نویسنده : ابن جني جلد : 1 صفحه : 323