نام کتاب : العزف على أنوار الذكر نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 72
(وأما سورة فاطر) فإنَّ تسْتَهِلُّها بقوله - سبحانه وتعالى -: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (فاطر:[1]) دالٌ دَِلالة بيّنة على نعمة الإبقاء الثاني يوم القيامة فقوله (يزيد في الخلق ما يشاء) يتجلى ظهوره لنا أعظم ما يتجلى في الجنة؛ "لأنَّه لا شىء يعدل ما فى الجنة من تجدد الخلق، فإنَّه لا يأكل منها شىء إلا عاد كما كان فى الحال، ولا يراد شىء إلا وجد فى أسرع وقت، فهى دار الإبداع والاختراع بالحقيقة، وكذا النار {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ) (النساء: من الآية56) ." [1] فكانت جديرة باسم (فاطر) الدّال على كمال تحققه في الدّار الآخرة دار البقاء الثاني.
ومن أعظم ما يتجلى فيه معنى قوله - سبحانه وتعالى -: {مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2) } هو الدار الآخرة: دار البقاء الأخير
وقد توالت فى السورة الآيات الدَّالة على ذلك الإبقاء الثانى:
{الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} (فاطر:7)
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} (فاطر:10) [1] البقاعي: نظم الدرر: 6 / 199 – ط: بيروت
نام کتاب : العزف على أنوار الذكر نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 72