نام کتاب : الظاهرة القرآنية نویسنده : مالك بن نبي جلد : 1 صفحه : 253
صورة أقل إجادة، فعبارة التوراة هي: " فابتلعت السنابل الجياد" [1]، أما في الرواية القرآنية فإنها تعقبها فحسب.
والرواية الكتابية تكشف أيضاً عن أخطاء تاريخية تثبت صفة (الوضع التاريخي) للفقرة التي نناقشها، فمثلاً فقرة " لأن المصريين لا يجوز لهم أن يأكلوا مع العبرانيين لأنه رجس عند المصريين" [2] يمكننا التأكيد بأنها من وضع النساخ الميالين إلى أن يذكروا فترة المحن التي أصابت بني إسرائيل في مصر، وهي بعد زمن يوسف.
وفي رواية التوراة استخدام إخوة يوسف في سفرهم "حميراً" بدلاً من (العير) في رواية القرآن، على حين أن استخدام الحمير لا يمكن أن يتسنى للعبرانيين إلا بعد استقرارهم في وادي النيل، بعد ما صاروا حضريين، إذ الحمار حيوان حضري عاجز في كل حالة عن أن يجتاز مسافات صحراوية شاسعة لكي يجيء من فلسطين، وفضلاً عن ذلك فإن ذرية إبراهيم ويوسف كانوا يعيشون في حالة الرعاة الرحل، رعاة المواشي والأغنام.
وأخيراً فإن (حل) عقدة القصة يحمل طابع السرد التاريخي في الرواية الكتابية، فهو يشكل في الفصول الأخيرة- التي آثرنا حذفها كيما نتجنب الإطالة المملة- على تفاصيل مادية عن استقرار العبرانيين في مصر.
أما في القرآن فإن هذا الحل يدور حول الطابع المميز للشخصية المحورية: يوسف الذي يختم هذا الختام المنتصر. [1] الرواية الكاثوليكية تقول "السنابل الجياد تلتهم الخ ... ". [2] التوراة الفصل الثالث والأربعون جملة 32.
نام کتاب : الظاهرة القرآنية نویسنده : مالك بن نبي جلد : 1 صفحه : 253