نام کتاب : التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية نویسنده : علي علي صبح جلد : 1 صفحه : 92
وهي من قبل الله -عز وجل- تتكافأ مع ما يبذله المنافق هناك من جمع الوقود والشرارة من هنا وهناك، والكدّ في تحصيلهما وسط ظلمات الليل، ثم العمل على إشعال الوقود؛ فإذا بها نار ضعيفة يطفئها الله؛ فيحرم من نورها، وتتركه في ظلمات متراكبة أعمى لا يبصر شيئًا، بل يكاد الله أن يذهب ببصره وسمعه.
فتجد في الصورتين من روافد التصوير وعناصره، ما يختلف في كل صورة عن الأخرى، لكن كل صورة تبلغ الغاية في استيفاء أبعادها وأعماقها؛ فلا تقل واحدة عن الأخرى ولا تزيد، بل كل صورة تصور حالة لا توجد في الأخرى، فتبلغ كل منهما الغاية في الإعجاز، قال تعالى: {تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [فصلت: 2، 3] .
أخطر صور النفاق ذلاقة اللسان وحلاوة الحديث
... أخطر صورة النفاق ذلاقة اللسان وحلاوة الحديث:
تضافرت الشرائع من يوم أن خلق الله الأرض وما عليها، على أن يخلص الإنسان قلبه لله وحده في جميع الأقوال والأفعال، ليكون ذا وجه واحد، يعبر بصدق عما فيه، لا يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5] .
والإخلاص والصدق توأم، ينبني عليه الخلق الحسن في النفس، فالصدق في الحديث يضاعف الثقة بين الناس، ويصير القائم به محبوبًا بين أهله وعشيرته، والإخلاص في القول والعمل، يوثق الصلة ويدعم المحبة، ويجعل المخلص مبجلًا بين الناس، وموقرًا عندهم.
أما المنافق فلا يعنيه أن يكون كذلك، ومن أخطر المنافقين على
نام کتاب : التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية نویسنده : علي علي صبح جلد : 1 صفحه : 92