نام کتاب : التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية نویسنده : علي علي صبح جلد : 1 صفحه : 303
استعمل رجلًا فجاء يقول: "هذا لكم وهذا أهدي إليَّ، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: " ما بال العامل نبعثه فيقول: هذا لكم وهذا أهدي إليّ؟ أفلا جلس في بيت أبيه وبيت أمه، فينظر أيهدى إليه أم لا؟ والذي نفس محمد بيده لا يأتي أحد منهم بشيء إلا جاء به على رقبته يوم القيامة إن كان بعيرًا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تبعر"، ثم رفع يده حتى رأينا عفرة إبطيه، ثم قال: "هل بلغت، اللهم هل بلغت؟ " "رواه البخاري ومسلم".
ومن خلق الإسلام في العمل والإنتاج أن يوفي الأجير أجره، وأن يعطي العامل حقه، وجعله الإسلام من باب الأمر بالعدل والإحسان، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} ، ومنع الأجر عنه من باب الظلم المحرم عند الله تعالى، جاء في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا"، ومن هنا أحل الإسلام الصدقة للغني من مصارف الزكاة، لأنه عامل عليها، فالواقع أنها أجر لعمله، وليست صدقة، قال صلى الله عليه وسلم: "لا تحل لغني إلا لخمسة ... لعامل عليها" "رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه"، وفي الحديث: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة.... ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره"، وقال أيضًا: "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجفَّ عرقه".
ومن خلق الإسلام في العمل والإنتاج أنه أعطى للعامل حق الرعاية والكفالة من صاحب العمل، فعليه أن يوفّر له حقَّه من التعليم والصحة والسكن، ولأولاده كذلك، لأنه راعٍ وهو مسئول عن رعيته؛ لأن هذا يعين العامل على حسن تأدية العمل على خير وجه، قال صلى الله عليه وسلم:
نام کتاب : التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية نویسنده : علي علي صبح جلد : 1 صفحه : 303