نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 65
أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} .
{وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} .
فها نحن أولاء أمام مشاهد يتلو بعضها بعضًا.
ها نحن أولاء أمام المؤمنين في الجنة، والكافرين في النار.
ينادي الأولون الآخرين: {قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا} -وفي هذا السؤال من التهكم المر ما فيه- فيجيء الجواب من هناك "نعم"! حيث لا مجال لنكران أو محال. وعندئذ يؤذن بينهما مؤذن: {أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} .
ثم نحن أولاء أمام الأعراف -الفاصلة بين الجنة والنار- وعليها رجال يعرفون هؤلاء وهؤلاء؛ فهم يتوجهون إلى أصحاب الجنة بالترحيب والسلام، ويتوجهون إلى أصحاب النار بالتبكيت والإيلام: {أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ} انظروا أين هم الآن. إنهم في الجنة يتلقون التكريم!
وأخيرًا ها هم أولاء أصحاب النار يستغيثون، طالبين من أصحاب الجنة أن يفيضوا عليهم من الماء أو مما رزقهم الله، فلديهم من كل شيء فيض غزير، فليفيضوا منه على الملهوفين. ولكن الجواب هو المعذرة والتذكير: {إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} .
تلك من صور القيامة، ومن صور الحوار فيها والخصام، ومن صور النعيم فيها والعذاب. فهل كان القارئ في أثناء استعراضها
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 65