نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 41
{مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ} .
فيرسم صورة الحرث تأخذه الريح فيها برد يضرب الزرع والثمار فيهلكها، فلا ينال صاحب الحرث منه ما كان يرجو بعد الجهد فيه، كالذي ينفق ماله وهو كافر، ويرجو الخير فيما أنفق، فيذهب الكفر بما كان يرجوه.
ولا يفوتنا ما في جرس كلمة "صر" من تصوير لمدلولها، وكأنما هو قذائف صغيرة تنطلق على الحرث فتهلكه. وذلك لون من التناسق، سنعرض له كذلك في فصله الخاص.
6- ويريد أن يبرز معنى: أن الله وحده يستجيب لمن يدعوه، وينيله ما يرجوه؛ وأن الآلهة التي يدعونها مع الله لا تملك لهم شيئًا، ولا تنيلهم خيرًا، ولو كان الخير قريبًا؛ فيرسم لهذا المعنى هذه الصورة العجيبة:
{لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} .
وهي صورة تلح على الحس والوجدان، وتجتذب إليها الالتفات، فلا يستطيع أن يتحول عنها إلا بجهد ومشقة؛ وهي من أعجب الصور التي تستطيع أن ترسمها الألفاظ: شخص حي شاخص، باسط كفية إلى الماء، والماء منه قريب، يريد أن يبلغه فاه، ولكنه لا يستطيع، ولو مد مدة فربما استطاع!
7- ويبين أن الآلهة الذين يعبدون من دون الله، لا يسمعون
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 41