نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 38
والوجدانات. فالمعاني ترسم وهي تتفاعل في نفوس آدمية حية، أو في مشاهد من الطبيعة تخلع عليها الحياة.
والآن نأخذ في ضرب الأمثال:
ونبدأ بالمعاني الذهنية التي تخرج في صورة حسية:
1- يريد أن يبين أن الذين كفروا لن ينالوا القبول عند الله، ولن يدخلوا الجنة إطلاقًا، وأن القبول أو الدخول أمر مستحيل. هذه هي الطريقة الذهنية للتعبير عن هذه المعاني المجردة. ولكن أسلوب التصوير يعرضها في الصورة الآتية:
{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} .
ويدعك ترسم بخيالك صورة لتفتح أبواب السماء، وصورة أخرى لولوج الحبل الغليظ في سم الخياط؛ ويختار من أسماء الحبل الغليظ اسم "الجمل" خاصة في هذا المقام؛ ويدع للحس أن يتأثر عن طريق الخيال بالصورتين ما شاء له التأثر، ليستقر في النهاية معنى القبول ومعنى الاستحالة، في أعماق النفس، وقد وردا إليها من طريق العين والحس -تخييلًا- وعبرا إليها من منافذ شتى، في هينة وتؤدة، لا من منفذ الذهن وحده، في سرعة الذهن التجريدية.
2- ويريد أن يبين أن الله سيضيع أعمال الذين كفروا كأن لم تكن قبل شيئًا، وستضيع إلى غير عودة فلا يملكون لها ردًّا، فيقدم هذا المعنى مصورًا في قوله:
{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} .
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 38