نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 255
في إدراك الجمال الفني صارت ملكًا للكثيرين. فإنها لسعادة روحية أرى أن أفصح عنها تحدثًا بنعمة الله.
وبهذه المناسبة أرى أن هناك إيضاحًا واجبًا ينبغي أن يقال، بعد ما بدأت كلمة "الفن" يساء استخدامها، أو يساء فهمها، أو يساء تأويلها في مجال القرآن.
وإني لأعترف بأنني حين اتخذت عنوان: "التصوير الفني في القرآن" لهذا الكتاب منذ سبع سنوات، لم يكن لها في نفسي إلا مدلول واحد: هو جمال العرض، وتنسيق الأداء، وبراعة الإخراج. ولم يجعل في خاطري قط أن "الفني" بالقياس إلى القرآن معناه: الملفق، أو المخترع، أو القائم على مجرد الخيال! ذلك أن دراستي الطويلة للقرآن لم يكن فيها ما يلجئني إلى هذا الفهم أو هذا التأويل.
وأنا أجهر بهذه الحقيقة الأخيرة، وأجهر معها بأنني لم أخضع في هذا لعقيدة دينية تغل فكري عن الفهم؛ بل دفعني إليها أنني لم أجد مبررًا لسواها؛ وعلى العكس وجدت أن احترام العقل البشري ذاته هو الذي يحتم علي ألا أتجاوز به طاقته، وألا أجدف به في مجاهيل، ليس عليها لدي من دليل!
وإني لأعجب لم تنصرف كلمة "الفني" حتمًا إلى الخيال الملفق، والابتداع الذي لا يسنده الواقع، والاختراع الذي يخرج على المعقول؟
لماذا؟
ألا يمكن أن تعرض الحقائق الواقعة عرضًا فنيًّا وعرضًا علميًّا؛
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 255