نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 200
رسم الشخصيات في القصة:
والآن نتحدث عن اللون الثالث من ألوان التصوير في القصة؛ ولكننا نفرده عنها، وإن كان واحدًا منها، وذلك هو رسم الشخصيات وإبرازها.
لقد عرضنا من قبل قصة صاحب الجنتين وصاحبه، وقصة موسى وأستاذه. وفي كل منهما نموذجان بارزان. والأمثلة على هذا اللون من التصوير هي القصص القرآني كله، فتلك سمة بارزة في هذا القصص، وهي سمة فنية محضة -وهي بذاتها غرض للقصص الفني الطليق- وها هو ذا القصص القرآني، ووجهته الأولى هي الدعوة الدينية، يلم في الطريق بهذه السمة أيضًا، فتبرز في قصصه جميعًا، ويرسم بضع "نماذج إنسانية" من هذه الشخصيات، تتجاوز حدود الشخصية المعنية إلى الشخصية النموذجية. فلنستعرض بعض القصص على وجه الإجمال، ولنعرض بعضها على وجه التفصيل.
1- لنأخذ موسى. إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج. فها هو ذا قد ربي في قصر فرعون، وتحت سمعه وبصره، وأصبح فتًى قويًّا.
{وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} .
وهنا يبدو التعصب القومي، كما يبدو الانفعال العصبي.
وسرعان ما تذهب هذه الدفعة العصبية، فيثوب إلى نفسه شأن العصبيين.
{قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ، قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ} .
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 200