نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 19
السورة الثالثة غالبًا في ترتيب النزول- سبقتها سورة "العلق"، وسورة "المزمل" أو هي على العموم من السور الأولى في القرآن[1].
فلننظر في هذه السور -على سبيل المثال- لنرى أي سحر كان فيها اضطرب له الوليد هذا الاضطراب.
إننا نقرأ الآيات المكية في هذه السور فلا نجد فيها تشريعًا محكمًا، ولا علومًا كونية -إلا إشارة خفيفة في السورة الأولى لخلق الإنسان من علق- ولا نجد إخبارًا بالغيب يقع بعد سنين كالذي ورد في سورة "الروم"، وهي السورة الرابعة والثمانون.
فأين هو السحر الذي تحدث عنه ابن المغيرة بعد التفكير والتقدير؟
لا بد إذن أن السحر الذي عناه كان كامنًا في مظهر آخر غير التشريع والغيبيات والعلوم الكونية. لا بد أنه كامن في صميم النسق القرآني ذاته، لا في الموضوع الذي يتحدث عنه وحده. وإن لم نغفل ما في روحانية العقيدة الإسلامية وبساطتها من جاذبية.
فلننظر في السورة الأولى: "سورة العلق" إنها تضم خمس عشرة فاصلة قصيرة، ربما يلوح في أول الأمر أنها تشبه "سجع الكهان"، أو "حكمة السجاع" مما كان معروفًا عند العرب إذ ذاك.
ولكن العهد في هذه وتلك أنها جمل متناثرة، لا رابط بينها ولا اتساق. فهل هذا هو الشأن في "سورة العلق"؟ [1] اعتمدت في ترتيب سورة القرآن على المصحف الأميري، وعلى تفسير الطبري وعلى بعض أسباب التنزيل في مصادر أخرى ... ثم على ترجيحي الشخصي بين الروايات. وليس هناك يقين.
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 19