نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 171
الدين والفن في القصة:
قلنا: إن خضوع القصة للغرض الديني، لم يمنع بروز الخصائص الفنية في عرضها. فالآن نقول: إنه كان من أثر هذا الخضوع بروز خصائص فنية بعينها تحسب في الرصيد الفني للقصة في عالم الفنون الطليق؛ وتصدق ما قلناه في أول ذا الفصل من أن القرآن "يجعل الجمال الفني أداة مقصودة للتأثير الوجداني، فيخاطب حاسة الوجدان الدينية، بلغة الجمال الفنية".
ونحن نستعرض فيما يلي هذه الخصائص الفنية التي نسميها "مظاهر التنسيق الفني في القصة".
أ- كان من أغراض القصة في القرآن إثبات وحدة الإله، ووحدة الدين، ووحدة الرسل، ووحدة طرائق الدعوة، ووحدة المصير الذي يلقاه المكذبون، على نحو ما بيَّنَّا في أول هذا الفصل.
فنشأ عن خضوع القصة لهذه الأغراض أن يعرض شريط الأنبياء والرسل الداعين إلى الإيمان بدين واحد، والإنسانية المكذبة بهذا الدين الواحد، مرات متعددة بتعدد هذه الأغراض؛ وأن ينشئ هذا ظاهرة التكرار في بعض المواضع. ولكن هذا أنشأ جمالًا فنيًّا من ناحية أخرى، ذلك أن عرض هذا الشريط يخيل للمتأمل أنه نبي واحد، وأنها إنسانية واحدة، على تطاول الأزمان والآماد: كل نبي يمر وهو يقول كلمته الهادية، فتكذبه هذه الإنسانية الضالة، ثم يمضي، ويجيء تالية فيقول الكلمة ذاتها ويضمي؛ وهكذا ...
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 171