فالقرآن "حكيم" لأنه محكم متقن، ولأنه مشتمل على الحكمة يدل عليها، قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي[1] - رحمه اللَّه - في تفسير قول اللَّه تعالى:
{أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} :
"من حكم، وهو يأتي بمعنى منع، وأتقن، وكلاهما مراد هنا، لأن القرآن الكريم أحكم بمعنى منع الخلل والفساد أن يأتياه، وهو متقن في أخباره لا يدخلها كذب، وفي أحكامه العادلة لا يعتريها ظلم"[2].
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي[3] - رحمه اللَّه - في تفسير قوله [1] هو العلامة محمد الأمين بن محمد المختار، بن عبد القادر الجكني الشنقيطي، ولد عام 1325هـ، في موريتانيا، كان على علم غزير في التفسير، والعقيدة، والفقه وأصوله، واللغة، وغيرها، ومن مؤلفاته: تفسير القرآن الكريم المسمى: أضواء البيان، وكتاب منع المجاز، وغيرها. سكن المدينة النبوية، ودرس بالجامعة الإسلامية، توفي - رحمه اللَّه - 1393هـ، انظر: ترجمته بقلم تلميذه الشيخ عطية سالم في مقدمة أضواء البيان، وكتاب: علماء ومفكرون عرفتهم، لمحمد المجذوب، ص (171) ، عالم المعرفة، الطبعة الثانية، 1403هـ. [2] معارج الصعود إلى تفسير سورة هود، للشيخ محمد المختار الشنقيطي، ص (34) ، كتبه عنه: عبد اللَّه بن أحمد قادري، دار المجتمع للنشر والتوزيع، جدة، الطبعة الأولى، 1408هـ. [3] الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن عبد اللَّه آل سعدي التميمي، من بلدة عنيزة بالقصيم، عالم مبرز في فنون كثيرة، كالعقيدة والتفسير وأصوله، والفقه وأصوله، والنحو، والتربية، وغيرها. من مؤلفاته: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، والدرة البهية في شرح القصيدة التائية، وتوضيح الكافية الشافية، وغيرها، توفي - رحمه اللَّه - عام 1376هـ.
انظر: الأعلام، لخير الدين الزركلي، (3/340) . وعلماء نجد خلال ستة قرون، لعبد اللَّه البسام، (2/422) .