نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 51
" البقاعي – غفر الله له – كان من أكابر أهل العلم، وكان له عبادات كثيرة، وذكاء مفرط، وحفظ بارع في سائر العلوم لاسيما علم التفسير والحديث، ولقد صنّضف كُتبًا كثيرة أبى الله تعالى أن ينفع أحدا منها بشيء [كذا] وله كتاب في "مناسبات القرآن" نحوًا من عشرة أجزاء لايعرفه إلا الخواصّ بالسماع، وأما غيرهم فلا يعرفونه أصلا، ولو كان هذا الكتاب لشيخنا "زكريا" [يقصد زكريا الأنصاري] أو غيره ممن يعتقد [يقصد يعتقد في ولاية "ابن عربي، وابن الفارض، ويقول بقولهما] لكان يكتب بالذهب؛ لأنَّه [أي تفسير المناسبات] لم يوضع مثله، ولكن {كُلاً نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} (الاسراء:20) (1)
هذا القول من "ابن حجر الهيثمي" هو إلى تَغْيِيبِ العقل المسلم المُوَحِّدِ أقربُ منه إلى أيِّ شيءٍ آخرَ، فمعالم التضليل جدُّ ظاهرةٍ عليه، وإذا كان هذا حالُ من يعتقدون في " ابن عربي" فإنَّ في هذا دليلاً على أنَّ الاعتقاد في ولايته ضلالٌ مُبِين
مَنْ ذَا الَّذِي يملِكُ أن يزعم أن الاعتقاد في مثل "ابن عربي" فريضة وطاعة من لم يستمسك بها عُوقب وطُرد؟
أيّ تجهيل وتضليل ذلك؟!!
لقد منيت الأمة الإسلامية في العصور المتأخرة وما تزال كذلك بكُثر من القائمين على تخدير وتنويم العقل المسلم الذي يستمد عذاءه وشفاءه من الكتاب والسنة النبوية الصحية، فغير قليل ممن ينتسبون للعلم ويتصدرون للدعوة وتعليم العباد تقوم معارفهم على الأساطير والأقاصيص والخرافات الهزلية التي يخيلها لهم شياطين الأنس والجن، وأمثال هؤلاء لهم الغلبة الزائفة في وسائل الإعلام؛ فمثل هذا يحقق لكل طاغية أنْ يعيث في قومه فسادًا ولا يجد من يردعه ويكشف طغيانه وتضليله لقومه.
(1) – الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيثمي المكي: ص 53
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 51