نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 366
وأكد هذا بالنهي عَمَّا يضادُّ ما أمرَهم به فقال: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا ... }
ويبين لنا البقاعي تناسب تذكير الفعل (جاء) مع السياق وما تحمل الآياتُ إليه الأمّة من حسن العاقبة:
" ... ولمَّا أمرهم بذلك أكده بالنهي عمَّا يضاده مُعَرِّضًا بمن نزلت هذه الآيات فيهم من أهلِ الكِتابِ مُبَكِّتًا لَهُمْ بِضَلالِهم واخْتِلافِهِمْ فِي دِينِهمْ عَلَى أنْبِيَائِهمْ، فقال {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا ... } بِمَا ابْتَدَعُوا فِي أصولِ دينِهمْ، وبِما ارْتكَبوه من المعاصِي ...
ولمّا كان التّفرّقُ رُبَّمَا كانَ بِالأبدانِ فقطْ معَ الاتِّفاقِ فِي الأراءِ بيّنَ أنَّ الأمْرَ ليس كذلِكَ، فقال: {وَاخْتَلَفُوا..} بما أثْمَرَ لَهُمُ الْحِقْد الحامِل عَلى الاتّصافِ بحالَةِ من يظَنّ أنَّهم جميعٌ، وقُلُوبُهُمْ شَتّى.
وَلمَّا ذَمَّهُمْ بالاخْتلافِ الّذي دلّ العقْلُ عَلَى ذمِّهِ زادَ فِي تقْبيحِهِ بِأنهمْ خالَفُوا فِيه بعد نَهْيِ العقل ِ واضِحَ النَّفْلِ، فقال: {من..بِعْدِ مَا جَاءَهُم} وَعَظَّمَهُ بِإعْرَائِهِ عَنِ التَّأنِيثِ {البَيِّنَاتُ} ...." (1)
في تذكير الفعل (جاء) عظيم إبلاغ في تصويرِ أهلِ الكتابِ بأنَّهم لا يَصْلُحونَ أن يَقتدِيَ بِفِعالِهم وآرائِهم مَن فِي قلبِه ذرةٌ من عَقْلٍ وفِقُهٍ، فإنّهم قد خالفُوا صريحَ العقلِ وصحيحَ النَّقل فلم يكن إِتيانُ البيان إليهم إلا إتيانا قويًا واضِحًا لا يَغِيمُ على ذِي عين، وبرغمٍ من هذا فإنَّهم اختلفوا وتفرقوا، فكيف لمُسلمٍ أن يتَّخذَ من هؤلاء في أمْرٍ من أمورِ دينِه قدوةً، ويدعَ ما في هذي الكتاب والسنة.
(1) ? 1) نظم الدرر جـ 5 ص 20
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 366