responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 357
يقول البقاعي: " ولما بيّن عنادهم وأنّ عداوتهم لأهل هذا الدين التى حملتهم على هذا الأمر العظيم ليس بعدها عداوة، نهى من اتَّسم بالإيمان عن موالتهم؛ لأنّه لايفعلها بعد هذا البيان مؤمن ولا عاقل، فقال {يأيها الذين آمنوا} أي أقروا بالإيمان، ولمَّا كان الإنسان لا يوالي غير قومه إلا باجتهاد في مقدمات يعملها وأشياء يتحبب بها إلى أولئك الذين يريد أن يواليهم، أشار إلى ذلك بصيغة " الافتعال "، فقال: {لاتتخذوا} أي أنّ ذلك لو كان يتأتى بسهولة لما كان ينبغي لكم أن تفعلوه، فكيف وهو لايكون إلا ببذل الجهد {اليهود والنصارى أولياء} أي أقرباء تفعلون معهم ما يفعل القريب مع قريبه، وترجون منهم مثل ذلك، وهم أكثر الناس استخفافًا بكم وازدراء لكم ... " [1] .
البقاعي ناظر هنا إلى جبلَّة الإنسان السَّويِّ، وأنَّه مفطورٌ على أن يمنح ولاءه لمن كان من قومه القائمين لنصرته ظالما أو مظلوما وأنَّ ذلك حين يأتى منه إبلاء غيرهم فإنّه لايكون منطلقًا من معدن فطرته وجبلته، بل هو المتكلف المتعمل لذلك والحامل نفسه على أن تأتي ما ليس لها به أن تقاربه من غير دربة وممارسة، إنَّه حين يفعل تلك الموالاة لمن يناصب قومه العداء إنَّما يصمُّ أذنيه ويوصد أبواب قلبه أمام نداء الفطرة ونداء الوحي الكريم، فيتجاوز بصنيعه هذا حواجز عديدة، وهذا ما توحي به صيغة الافتعال التى جاء فيها الفعل المنهي عنه مما أعطى النهى قوة ووكادة، وزاده - فيما أراه - ما في مادة الفعل من إشارة إلى القوة في إيقاع الموالاة، فإن مادة " أخذ" آتية للدلالة على قوة الفعل وأن صاحبه إنما يجتهد في إيقاعه أو أنَّ أثرَه جدُّ عظيم بليغ، وهذا ما أنت مدركه في أفعال هذه المادة في البيان القرآني الكريم، فتآذر مدلول الصيغة والمادة على عظيم تصوير النهي في هذه الآية.

[1] - نظم الدرر:6 / 186..
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست