responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 349
" لما كان وجود التسبيح من الجبال شيئا فشيئا أعجب، لأنهما جماد عبر بالفعل المضارع، فقال مصورا لتلك الحال معبرا بضمير الإناث إشارة إلى أنَّها بعد مالها من الصلابة صارت فى غاية اللين والرخاوة يسبح كل جبل منها بصوت غير مشبه الصوت الآخر، لأنَّ ذلك أقرب إلى التمييز والعلم بتسبيح كل على انفراده "يسبحن" ولم يقل مسبحة أو تسبح؛ لئلا يظن أن تسبيحها بصوت واحد يشكل الأمر فى بعضها، وهو يمكن أن يكون استئنافًا، وأن يكون حالا بمعنى أنَّهنَّ يَنْقَدْنَ له بالتسبيح قولا وحالا انقياد المختار المطيع له
ولما كان فى سياق الأوبة، وكان آخر النهار وقت الرجوع لكل ذى إلف إلى ماألفه مع أنَّه وقت الفتور والاستراحة من المتاعب قال: "بالعشىّ" أى تقوية للعامل وتذكيرًا للغافل، ولما كان فى سياق الفيض والتشريف بالقرآن قال: "والإشراق" أى وقت ارتفاع الشمس عند انتشار عند الناس، وليس الإشراق طلوع الشمس، وانما هو صفاؤها وضوؤها، وشروقها طلوعها....
ولما أخبر - سبحانه وتعالى - عن تسخير أثقل الأشياء وأثبتها له أتبعها أخفها وأكثرها انتقالا، وعبر فيها بالاسم الدال على الاجتماع جملة والثبات، لأنَّه أدلُّ على القدرة، فقال معبرا باسم الجمع دون الجمع إشارة إلى أنَّها فى شدة الاجتماع كأنَّها شئٌ واحِدٌ ذكر حالها فى وصف صالح للواحد وجعله مؤنثا إشارة إلى ماتقدم من الرخاوة اللازمة للإناث المقتضية لغاية الطواعية والقبول لتصريف الأحكام "والطير" أى سخرناها له حال كونها "محشورة" أى مجموعة إليه كُرْهًا من كل جانب دفعة واحدة بما دلَّ عليه التعبير بالاسم دون الفعل، وهو أدلُّ على القدرة، وهى أشدُّ نفرة من قومك وأعسر ضَبْطًا منهم ...

نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 349
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست