responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 347
ومن البيِّنِ أنَّ بعضَ البلاغِيينَ يجعلُ مثلَ هذا التَّصريف البيانِيّ القائم على العُدُولِ من"الماضي" في (أرسلَ الرياحَ) إلى"المضارع" في (فتثير سحابًا) من قبيل الالتفات الذي هو من شجاعة العربية، ولايقصرُ "الالتفات" على التصرف في أنواع " الضمير" المتحدة المرجع على ما عليه جمهور البلاغيين. وممن يعُدُّ مثلَ هذه الآية من "الالتفات" " الضياء بن الأثير" (ت:637هـ) في " المثل السائر "، وقد فصّل القول في منهاجه في كتابي {قراءة في المثل السَّائر}
***
ويتدبر"البقاعى" موقع "المضارع" بين اسمى فاعلين فى قول الحق - عز وجل -
{إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} (الأنعام:95)
يشير إلى أن معنى (فالق الحب والنوى) فاطره وشاقه عن الزرع والنبات، وعبَّر بذلك، لأنَّ الشئ قبل وجوده كان معدوما والعقل يتوهم ويتخيل من العدم ظلمة متصلة، فإذا أخرج من العدم المحض والفناء الصرف، فكانَّه بحسب التخيل والتوهم سبق ذلك العدم " (1)
ففلق الحب والنوى إنَّما هو ضربٌ من الإحياء أى إخراج حى من ميت، لأنَّ فى النبات نموًّا، ومن هنا " فسر الحق - عز وجل - معنى الفلق وبينه، إشارة إلى الإعتناء به وقتا بعد وقت، بقوله "يخرج" على سبيل التجديد والاستمرار تثبيتا لأمر البعث (الحي ... من الميت) ... ولما انكشف معناه وبان مغزاه بإخراج الأشياء من أضدادها؛ لئلا يتوهم - لو كان لا يخرج عن الشئ إلا مثله - أن الفاعل الطبيعة والخاصية، عطف على فالق زيادة فى البيان قوله معبرا باسم الفاعل الدال على الثبات، لأنه لا منازعه لهم فيه، فلم تدع الحاجة إلى التعبير بالفعل الدال على التجدد (وخرج الميت… من الحى) (2)

(1) - نظم الدرر: 7 /194
(2) - السابق: 7 /198..
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست