responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 332
" ولمَّا كانت القرية لاتنافي التسمية بالمدينة، وكان التعبير بالقرية أولاً أليقَ؛ لأنها مشتقة من معنى الجمع، فكان أليق بالذِّمِّ في ترك الضيافة؛ لإشعاره ببخلهم حالة الاجتماع، وبمحبتهم للجمع والإمساك، وكانت المدينة بمعنى الإقامة، فكان التعبير بها أليق؛ للإشارة إلى أنَّ الناس يقيمون فيها، فيتهدم الجدار، وهم مقيمون، فيأخذون الكنز" (1)
عمد"البقاعي"إلى النظر في ما تقوم عليه مادة كلٍّ من كلمتى: " القرية" و" المدينة" وما يراد من آية كلٍ، فأبصر تناسبًا بين مادة كلٍّ وسياقها ومقصودها: كلمة" قرية" تقوم على معنى الجمع، فالقاف والراء وما يثلثهما فيه معنى الجمع، وهذا ما يستحضر في قلب المتلقى معنى اجتماع أهلها، والآية جاءت في سياق إبراز أن أهل تلك البقعة متصفون بمذمة البخل والإعراض عن إكرام الضيفان، وأنهم مجمعون على مثل هذا، وهذا من أبلغ البخل؛ لأنَّ من يبخل والقوم في جمع كان بخله منفردًا أعظم، وفيه مذمَّة وهي أنّه ليس فيهم من ينهاهم عن تلك المذمَّة، وكأنَّها أضحت فيهم معروفًا غير مستنكر، وهذا من إحالة المنكر معروفًا، وإذا ما بلغت أمة ذلك، فهي الخواء من كلِّ فضل.
في اصطفاء هذه المادة تناسبٌ مع سياق الإبلاغ في ذمهم ويؤازر هذا البيان بقوله: " اسْتَطْعمَا أهلَها " وقوله" فأبوا أن يضيفوهما "
وكلمة" المدينة" تبرز معنى آخر هو أليق بالتعليل لإقامة الجدار: تدور أصول هذه الكلمة على معنى الإقامة، والآية جاءت في سياق بيان وجه ما فعل، وأنَّ العبد الصالح لو لم يقم الجدارلتهدم وساعد في إسراع تهدمه إقامة أولئك من حوله، فيكون عرْضَة انتهابه، فمعنى " الإقامة" الذي هو مركزمدلول مادة"مدن"هوالمتناسب مع وجه إقامة ذلك الجدار.

(1) - نظم الدرر: 12/122..
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست