responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 290
{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} (النساء:74)
يقول: " " (وَمَن يُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ) أيْ فيريدُ إعلاء كلمة الملك المحيط بصفات الجمال والجلال (فَيُقْتَلْ) أي في ذلك الوجه، وهو على تلك النّية بعد أن يغلب القضاء والقدر على نفْسِهِ (أو يغلبْ) أي الكفار فيسلم (فسوف نؤتِيهِ) أيْ بوعد لاخلف فيه ...
والآية من الاحتباك:
ذِكرُ القتلِ أولاً دليلٌ على السّلامة ثانيًا
وذكرُ الغالِبِيَّة ثانيًا دليلٌ على المَغْلُوبِيَّة أولاً
وربّما دلّ التعبير بسوف على طول عمر المجاهد غالبًا، خلافًا لما يتوهمه كثير من الناس إعلامًا بأنَّ المدار على فعل الفاعل المختار، لا على الأسباب (أجرًا عظيمًا) ....
واقتصاره على هذين القسمين حثّ على الثبات، ولو كان العدوّ أكثر من الضعف ... " (1)
يشير البقاعيّ إلى أنّ البيان القرآنيّ قد ذكر من جانب القتل ما كان إسناده إلى المسلم على جهة المفعولية (يُقْتَل)
وذكر من جانب الغلبِ ما كان إسناده إليه على جهة الفاعلية (يَغْلِبْ) لبيان جوهر غاية الإسلام من الجهاد، فليس همّ المسلم في جهاده قتل الأعداء أو الاستحواز على الغنائم، بل همّه نصر الإسلام والاستشهاد في سبيل الله تعالى.
الانتصار دلّ عليه قوله (يَغْلبْ)
والشهادة دلّ عليها قوله (يُقتلْ)
وهذا يقتضي من كُلِّ مجاهد أن يثبت في القتال وإن كان عدوه ذا عدد وعتاد.
وإذا ماكان هذا منهاج المسلم فلن يكون إلا عزُّ ومجدٌ، وفي عزّ أهل الاسلام سلام أهل الدنيا وسلامتهم، فإنّه ما كان الأمر للمسلمين في عصر أو مصر إلاَّ كان النَّاس في أمن ودعة 0
***

(1) - نظم الدرر: ج 5: 326 - 327..
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست