نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 23
ولا يلين البقاعيّ، فإن الرجال بالحق وليس الحق بالرجال، وليس الغزاليّ أو غيره خلا النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا بالمعصوم من أن يُرَدَّ عليه بعضُ ما يأتي به، فينصرف "ابن قاضي عجلون " هو وتلاميذه عن "البقاعي" بل يعتدي بعض الناس على البقاعيّ بسبب ذلك (1)
يُبتلى في القاهرة بفتنة ابن عربيّ وابن الفارض، ويبتلى في دمشق بفتنة: " ليس في الإمكان أبدع مما كان " ولكنه لا يخضع إلا للحق الذي يراه بالدليل من الكتاب والسنة ويؤمن به.
وفي مقامه بدمشق يؤلف بعض أسفاره ورسائله ويحرر, ويبيض نسخته الأخيرة من تفسيره " نظم الدرر"، ويفرغ من هذا التحرير في عصر يوم الأحد عاشر شعبان سنة اثنتين وثمانين وثمان مئة بمنزله الملاصق للمدرسة "البادرائية" بدمشق أي من قبل وفاته بثلاث سنوات (2)
ست وسبعون سنة عاشها البقاعيّ مكابدًا لا يلين ولا يتوانى ولا يكلّ، عرف قدر الحياة وعظيم ما هو مقدم عليه من ملاقات ربِّه - جل جلاله - وسؤاله عن عمره فيم أنفقه، فسعى إلى أن يُعِدَّ لهذا السؤال الجليل جوابا لا يندم به ولا يخزى. ولو أنّ كلّ واحدٍ منَّا شغله البحثُ عن إجابةٍ حميدةٍ عن هذا السؤالِ الإلهيِّ له يوم القيامة لما وجدتَ مسلمًا مستهترًا بقتل أوقات فراغه، ولا مستهلكًا عمرَه فيما لا يُبقى له منه شيءٌ حميدٌ مجيدٌ عند شدِّ الرِّحال إلى مصيره.
(1) - الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيثمي المكي: ص4- ط:139- مصطفى الحلبي القاهرة
(2) – نظم الدرر: ج22ص443 , تهديم الأركان من ليس في الإمكان أبدع مما كان للبقاعي – لوحة25 – مخطوط مصور بالخزانة الزكية بدار الكتب الممصرية رقم/34 , والبدر الطالع للسخاوي: ج1/21، شذرات الذهب:8/158
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 23