نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 21
ثُمَّ إنّ بعض الأمراء تعصّب لابن الفارض بل وتعصّب له السلطان أيضًا.... وأمَّا "البقاعيّ " فكادت العوام أن تقتله، وحصل له من الأمراء ما لاخير فيه، فهرب واختفى....." (1)
رابط " البقاعي" مجاهدًا اعتداء أهل الباطل على صفاء عقيدة التوحيد فما كان إلا أن هاجر من مصر إلى " دمشق"
وهذا الذي قام له "البقاعيّ" فريضة على أهل العلم القيام لمثله في كلّ عَصْرٍ وَمِصْرٍ، فإنَّ أهل الباطل إذا ما علموا أنَّ جهرهم بالباطل سيلقى عنتًا بليغا من أهل الحق فإنهم لن يجاهروا بباطلهم، فلن يظهر الباطل إلا من خور أهل الحق، وسكوتهم وتساهُلهم في دفع ما ينجم من شواهد الباطل فإن الباطل وأهله أضعف من أن ينتصروا من أنفسهم إنما انتصارُهُم من خور أعدائهم أهل الحق.
هذه المرحلة من حياة "البقاعيّ " أثْرَى مراحل عمره في التَّعَلُّمِ والتَّعْلِيمِ والتَّأليفِ، وفي اكتساب كثير من المهارات العلمية والاجتماعية، وأظن أن هذه المرحلة هي التي كان من ثمارها أن صار واحدًا مما لا يمكن أن يستغنى عن تراثه طالب علم مُجِدٍّ في علوم القرآن الكريم، فهو يمتاز في هذا على أقرانه كالسخاوي أن ما قدمه لنا من التراث العلمي لا يمكن أن يُغْنِى عنه غيره، ولا سيما تفسيره الجليل: " نظم الدررفي الآيات والسور " أما السخاويّ فإنّه وإن قدَّم لنا ما يحمد له فإنّ في ما قدمه غيره ما يغني عنه
(1) – بدائع الزهور في وقائع الدهور لابن إياس الحنفي: ج3ص47-51 – ت: محمد مصطفى
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 21