نام کتاب : الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 1 صفحه : 77
ومن تحريفات بعض المتصوفة في كلام الله: قول بعضهم في قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِه} أن معناه "من ذل" أي من الذل، "ذي": إشارة إلى النفس، "يشف": من الشفا جواب من، و"ع" أمر من الوعي.
وقد سئل الإمام سراح الدين البلقيني: عمن قال هذه: فأفتى بأنه ملحد، وقد قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} ، قال ابن عباس: هو أن يوضع الكلام على غير موضعه[1]، وبحسبنا هذا القدر في هذا المقام.
وهي تخريفات، وتحريفات للقرآن الذي أنزله الله بلسان عربي مبين، وصرف له عن ظاهره المراد لغة وشرعًا، وهؤلاء أضر على الإسلام من أعدائه، والعدو المداجي المتستر بالتشيع، أو التصوف ونحوه شر من العدو المكاشف، المستعلن، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الفئات الضالة، المضلة المحرفة لكتاب الله، فقال فيما رواه عنه حذيفة: "إن في أمتي أقواما يقرأون القرآن، ينثرونه نثر الدقل[2]، يتأولون القرآن على غير تأويله".
وقد حاول هؤلاء أن يؤيدوا آراءهم ومذاهبهم، فافتروا على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته الأطهار، فمن ثم: دخل في تفاسيرهم من المرويات الباطلة شيء كثير. [1] الإتقان ج2 ص 184. [2] الدفل: ردى النمر. التفسير بغير المأثور
مدخل
...
2- التفسير بغير المأثور:
وقد اختلف العلماء في التفسير بغير المأثور، فذهب قوم إلى أنه لا يجوز لأحد أن يتعاطى تفسير شيء من القرآن، وإن كان عالما أديبا متسعا في معرفة الأدلة، والفقه، والنحو والأخبار، والآثار، وليس له أن ينتهى إلا إلى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو إلى صحابته الآخذين عنه، ومن أخذ عنهم من التابعين.
وأجاز تفسير القرآن بالرأي والاجتهاد الأكثرون من السلف الصالح والعلماء، ولكلٍ وجهة، ولكلٍ أدلة.
نام کتاب : الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 1 صفحه : 77