نام کتاب : الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 1 صفحه : 331
كل بدن ما عودته" فقال النصراني: ما ترك كتابكم، ولا نبيكم لجالينوس طبا أقول: ولئن أصاب في الآية، فقد أخطأ في ذكره الحديث؛ فإنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من "كلام الحارث بن كلدة" "طبيب العرب[1]، فنسبته إلى النبي كذب واختلاق عليه، نعم هناك من قول النبي صلى الله عليه وسلم ما أهو أدق وأوفى من هذا، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "ما ملأ ابن آدم وعاء شراء من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات -أي لقيمات- يقمن صلبه، فإن كان ولا بد، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه"، رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
وقد كان الإمام البيضاوي على حق حينما ذكر القصة التي ذكرها الزمخشري، ولكنه اكتفى بالآية، ولم يذكر الحديث، فقد علمت أنه ليس من كلامه صلى الله عليه وسلم. [1] كشف الخفاء ومزيل الإلباس ج [2] ص 214.
7- حديث: أنا "ابن الذبيحين":
ومن ذلك: ما ذكره الزمخشري في كشافه، وتبعه النسفي في تفسيره، وغيرهما، عند قوله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِين} الآيات[1] فقد ذكرا في الاستدلال على أن الذبيح: إسماعيل؛ ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنا ابن الذبيحين" يعني جده الأعلى: إسماعيل، وأباه: عبد الله بن عبد المطلب.
وهذا الحديث لا يثبت عند المحدثين، قال الإمامان: الزيلعي، وابن حجر في تخريج أحاديث الكشاف: لم نجده بهذا اللفظ، وقال الحافظ العراقي: إنه لم يقف عليه، ولا يعرف بهذا اللفظ، وأما حديث الأعرابي الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم طالبا العطاء: فقال فيما قال: "فعد علي مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه"، فهو حديث حسن، بل صححه الحاكم، وقد ورد من طرق عدة يقوي بعضها بعضا[2]. [1] الصافات 101-107. [2] كشف الخفاء ومزيل الإلباس ج 1 ص 199.
نام کتاب : الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 1 صفحه : 331