نام کتاب : الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 1 صفحه : 263
قال: وأخرج الحاكم، عن كعب رضي الله عنه قال: كان إلياس صاحب جبال وبرية يخلو فيها يعبد ربه عز وجل وكان ضخم الرأس، خميص البطن، دقيق الساقين، في صدره شامة حمراء، وإنما رفعه الله إلى أرض الشام، لم يصعد به إلى السماء، وهو الذي سماه الله ذا النون[1].
وكل هذا من أخبار بني إسرائيل وتزيداتهم واختلافاتهم، وما روي منها عن بعض الصحابة والتابعين: فمرجعه إلى مسلمة أهل الكتاب ككعب، ووهب وغيرهما، وقد رأيت كيف تضارب وتناقض كعب ووهب، فكعب يقول: لم يصعد به إلى السماء، ويزعم أنه ذو النون، ووهب يقول: إنه رفعه إلى السماء، وصار في عداد الملائكة عليهم السلام وأن بعض الروايات تقول: إنه الخضر والبعض الآخر يقول: إنه غير الخضر، إلى غير ذلك من الاضطرابات والأباطيل، كزعم مختلق الروايات الأولى: "أن الله أوحى إلى إلياس إني قد جعلت أرزاقهم بيدك"، بينما في بعض الروايات الأخرى: أن الله أبى عليه ذلك مرتين، وأجابه في الثالثة، وهكذا الباطل يكون مضطربا لجلجا، وأما الحق: فهو ثابت أبلج.
ولم يقف الأمر عند نقل هذه الإسرائيليات عمن ذكرنا، بل بلغ الافتراء ببعض الزنادقة والكذابين إلى نسبة ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم كي يؤيد به أكاذيب بني إسرائيل وخرافاتهم وكي يعود ذلك بالطعن على صاحب الرسالة العامة الخالدة صلى الله عليه وسلم.
قال السيوطي في "الدر": وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الخضر هو: إلياس".
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل، وضعفه عن أنس رضي الله عنه قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا، فإذا رجل في الوادي يقول: اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة، المغفورة، المثاب لها، فأشرفت على الوادي، فإذا رجل طوله ثلاثمائة ذراع وأكثر، فقال: من أنت؟ قلت: أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أين هو؟ قلت: هو ذا يسمع كلامك قال: فأته، [1] الدر المنثور ج5 ص 280، 281.
نام کتاب : الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 1 صفحه : 263