نام کتاب : الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 1 صفحه : 246
لنا، قال: "هم ثلاثة أصناف: صنف منهم أمثالا الأرز" قلت: وما الأرز؟ قال: "شجر بالشام طول الشجرة عشرون ومائة ذراع في السماء"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هؤلاء الذين لا يقوم لهم جبل، ولا حديد، وصنف منهم، يفترش إحدى أذنيه، ويلتحف بالأخرى، لا يمرون بفيل، ولا وحش، ولا جمل، ولا خنزير إلا أكلوه، ومن مات منهم أكلوه، مقدمتهم بالشام وساقتهم يشربون أنهار المشرق، وبحيرة طبرية".
وقد ذكر ابن جرير في تفسيره هذه الرواية وغيرها من الروايات الموقوفة، وكذلك صنع القرطبي في تفسيره، وإذا كان بعض الزنادقة استباحوا لأنفسهم نسبة هذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف استباح هؤلاء الأئمة ذكر هذه المرويات المختلقة المكذوبة على رسول الله في كتبهم؟!
وهذا الحديث المرفوع نص الإمام أبو الفرج ابن الجوزي في موضوعاته وغيره على أنه موضوع[1]، ووافقه السيوطي في اللآلئ، فكيف يذكره في تفسيره ولا يعقب عليه؟! وحق له أن يكون موضوعا؛ فالمعصوم صلى الله عليه وسلم أجلُّ من أن يروى عنه مثل هذه الخرافات، وفي كتب التفسير من هذا الخلط وأحاديث الخرافة شيء كثير، ورووا في هذا عن عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود، وعن كعب الأحبار، ولكي تتأكد أن ما رفع إلى رسول الله إنما هي إسرائيليات نسبت إلى النبي زورا وكذبا: نذكر لك ما روي عن كعب، قال: "خلق يأجوج ومأجوج، ثلاثة أصناف، صنف كالأرز، وصنف: أربعة أذرع طول، وأربعة أذرع عرض، وصنف يفترشون آذانهم، ويلتحفون بالأخرى، يأكلون مشائم[2] نسائهم".
وعلى حين نراهم يذكرون من هول وعظم خلقهم ما سمعت، إذ هم يروون عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "إن يأجوج ومأجوج شبر، وشبران، وأطولهم ثلاثة أشبار، وهم من ولد آدم"، بل رووا عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعثني الله ليلة أسرى بي إلى يأجوج، ومأجوج، فدعوتهم إلى دين الله وعبادته فأبوا أن يجيبوني، فهم في النار، مع من عصى من ولد آدم وإبليس" والعجب أن السيوطي قال عن هذا [1] اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ج1 ص 90. [2] جمع مشيمة، وهي: ما ينزل مع الجنين حين يولد وبها يتغذى في بطن أمه.
نام کتاب : الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 1 صفحه : 246