نام کتاب : أسرار ترتيب القرآن نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 69
سورة النساء:
قد تقدم وجه مناسبتها.
وأقول: هذه السورة أيضًا شارحة لبقية مجملات سورة البقرة.
فمنها: أنه أجمل في البقرة قوله: {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} "البقرة: 21"، وزاد هنا: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} "1".
وانظر لما كانت آية التقوى في سورة البقرة غاية، جعلها في أول هذه السورة التالية لها مبدأ[1].
ومنها: أنه أجمل في سورة البقرة: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} "البقرة: 35"، وبين هنا أن زوجته خلقت منه في قوله: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} "1".
ومنها: أنه أجمل في البقرة آية اليتامى، وآية الوصية، والميراث، والوارث، في قوله: {وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِك} "البقرة: 233"، وفصل ذلك في هذه السورة أبلغ تفصيل[2].
و [منها أنه] [3] فصل هنا من الأنكحة ما أجمله هناك. [1] آية التقوى في البقرة هي: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} "البقرة: 2"، وهي غاية؛ لأن الهداية بالكتاب وبآياته لا تكون إلا للمتقين، فالتقوى غاية الهداية، أما في سورة النساء فقد بدأ الله الأمر بها في قوله: {اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} "1" الآية، وبين وسائل تحقيقها في نفس الآية. [2] وذلك في الآيات: "7، 11، 12، 33، 176" من سورة النساء. [3] ما بين المعقوفين إضافة من "ظ".
نام کتاب : أسرار ترتيب القرآن نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 69