نام کتاب : أسرار ترتيب القرآن نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 61
مؤمني النصارى، كما ورد به الحديث[1]. وهذا وجه بديع في ترتيب السورتين؛ كأنه لما ذكر في الفاتحة الفريقين، قص في كل سورة مما بعدها حال كل فريق على الترتيب الواقع فيها؛ ولهذا كان صدر سورة النساء في ذكر اليهود، وآخرها في ذكر النصارى[2].
والوجه الثالث: أن سورة البقرة أجمع سور القرآن للأحكام والأمثال؛ ولهذا سميت في أثر: "فسطاط القرآن"[3]، الذي هو: المدينة الجامعة، فناسب تقديمها على جميع سوره.
الوجه الرابع: أنها أطول سورة في القرآن، وقد افتتح بالسبع الطوال[4]، فناسب البُدَاءة بأطولها.
الوجه الخامس: أنها أول سورة نزلت بالمدينة، فناسب الابتداء[5] بها؛ فإن للأولية نوعًا من الأولوية.
الوجه السادس: أن سورة الفاتحة لما[6] ختمت بالدعاء للمؤمنين بألا يسلك بهم طريق المغضوب عليهم ولا الضالين إجمالًا، وخُتمت سورة البقرة بالدعاء بألا يسلك بهم طريقهم في المؤاخذة بالخطأ والنسيان، وحمل الإصر، وما لا طاقة لهم به تفصيلًا، وتضمن آخرها [1] في إسلام النجاشي انظر: البخاري في الجنائز "2/ 108"، ومسلم في الجنائز "3/ 54، 55"، وانظر: تفسير الطبري "7/ 496". [2] وذلك قوله في النساء: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} "النساء: 46" وما بعدها، وآخرها قوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ} "النساء: 171" الآية. [3] أخرجه الدارمي "2/ 446" عن خالد بن معدان. [4] السبع الطوال هي: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، وسيأتي سبب وضع الأنفال والتوبة بينها. [5] في المطبوعة: "البُداءة"، والمثبت من "ظ". [6] في المطبوعة: "كما"، والمثبت من "ظ".
نام کتاب : أسرار ترتيب القرآن نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 61