نام کتاب : أسرار ترتيب القرآن نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 134
سورة النجم:
أقول: وجه وضعها بعد الطور: أنها شديدة المناسبة لها؛ فإن الطور خُتمت بقوله: {وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} "الطور: 49"، وافتتحت هذه بقوله: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} "1".
ووجه آخر: [وهو] 2 أن الطور ذكر فيها ذرية المؤمنين، وأنهم تبع لآبائهم[3]، وهذه فيها ذكر ذرية اليهود[4] في قوله: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ [وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} "32" الآية، فقد أخرج ابن أبي حاتم، وبن المنذر، والواحدي بأسانيدهم عن ثابت بن الحارث الأنصاري، قال: كانت اليهود تقول: إذا هلك صبي صغير هو: صديق، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: $"كذبت يهود، ما من نسمة يخلقها الله في بطن أمه إلا أنه شقي أو سعيد"، وأنزل الله عند ذلك {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} الآية] [5].
ولما قال هناك في المؤمنين: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} "الطور: 21" أي: ما نقصنا الآباء بما أعطينا البنين، مع نفعهم بما عمل آباؤهم، قال هنا في صفة الكفار أو بني الكفار: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} "39" خلاف ما ذكر في المؤمنين الصغار.
وهذا وجه بيِّن بديع في المناسبة، من وادي التضاد.
1 ما بين المعقوفين إضافة من "ظ". [3] وذلك في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} "الطور: 21". [4] بل فيها ذكر لذرية كل كافر حين استخرج الله ذرية آدم من صلبه وقسمهم فريقين: فريقًا للجنة، وفريقًا للسعير. انظر "تفسير ابن كثير 7/ 437". [5] ما بين المعقوفين إضافة من "ظ"، وانظر: الدر المنثور للسيوطي "6/ 128"، وزاد السيوطي بقوله: "وأخرجه الطبراني"، وانظر أيضًا: أسباب النزول للسيوطي، وفيه هذا النص "258"، وكذا أسباب النزول للنيسابوري "226" وذكره.
نام کتاب : أسرار ترتيب القرآن نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 134