responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي    جلد : 3  صفحه : 1087
عيسى عليه السلام: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} [1] لكن محمد أبو زيد يحرف التفسير فيقول: {فِي الْمَهْدِ} : في دور التمهيد للحياة وهو دور الصبا -علامة على الجرأة وقوة الاستعداد في الصغر " {وَكَهْلًا} علامة على أنه لا يقل عزمه بالشيخوخة والكبر -ويصح أن يكون المعنى: يكلم الناس الصغير منهم والكبير علامة على تواضعه ومباشرة دعوته بنفسه"[2].
فإذا ما قلت له -لو كان يفقه- أن قوله تعالى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} [3] يدل على أنه تحدث وهو صبي في المهد تحمله أمه إذا قلت هذا أجابك جهلا وسفاهة: "كان في المهد صبيا أي كان ذاك النهار ولدا صغيرا فكيف يأمرنا وينهانا ونحن كبار القوم، فهذا ابن حرام"[4]! وانحرف في تفسير حمل أمه له حتى يلائم تفسيره هذا فقال في: {تَحْمِلُهُ} على ما يحمل عليه المسافر ومنه تفهم أنها كانت في سياحة طويلة"[5]. فجعل حمل مريم لعيسى عليهما السلام وإتيانها به قومها كذلك حملا على ما يحمل عليه المسافر؟! وهو صرف للألفاظ عن مدلولها لا تعين عليه اللغة وسياق الكلام ولكنه الهوى.
وقد تَعْجَب إذا قلت لك أنه ينكر أن يكون عيسى عليه السلام قد ولد من غير أب، لكنه يفعل هذا بطريق غير مباشر وإنما بطريق التلميح الذي قد يبعد عند بعض الأذهان كما أنها إشارة ملموزة عند آخرين حيث قال في تفسير قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ} الآية [6]: أم موسى فيها ملحوظة ظريفة هي أن موسى لم يذكر له أب ولكن قومه لم ينكروا أباه، أو يقولوا فيه كما قالت النصارى في المسيح ابن الله، بناء على أن المسيح نسب إلى أمه

[1] سورة آل عمران: الآية 46.
[2] الهداية والعرفان: ص44.
[3] سورة مريم: الآية 29.
[4] الهداية والعرفان: ص239.
[5] الهداية والعرفان: ص239.
[6] سورة القصص: الآية 7.
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي    جلد : 3  صفحه : 1087
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست