نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي جلد : 3 صفحه : 1041
في سور القرآن من هذه الوجهة كالشأن في نماذج البشر التي جعلها الله متميزة؛ كلهم إنسان، وكلهم له خصائص الإنسانية، وكلهم له التكوين العضوي والوظيفي الإنساني، ولكنهم بعد ذلك نماذج متنوعة أشد التنويع.. نماذج فيها الأشباه القريبة الملامح، وفيها الأغيار التي لا تجمعها إلا الخصائص الإنسانية العامة! "[1].
خذ مثلا للوحدة الموضوعية في السورة القرآنية الوحدة في سورة البقرة فهذه السورة تضم عدة موضوعات، ولكن المحور الذي يجمعها كلها محور واحد مزدوج يترابط الخطان الرئيسيان فيه ترابطا شديدا فهي من ناحية تدور حول موقف بني إسرائيل من الدعوة الإسلامية في المدينة، وهي من الناحية الأخرى تدور حول موقف الجماعة المسلمة في أول نشأتها[2] ثم بين رحمه الله تعالى مدى الارتباط بين محور السورة وموضوعاتها من جهة، وبين خط سير الدعوة أو العهد بالمدينة، وحياة الجماعة المسلمة وملابساتها من جهة أخرى بإلقاء الضوء على مجمل هذه الملابسات التي ظلت الدعوة الإسلامية وأصحابها يواجهونها مع اختلاف يسير على مر العصور وكر الدهور من أعدائها وأوليائها على السواء، وقال في ختام هذا البيان: ومن ثم يتناسق البدء والختام وتتجمع موضوعات السورة بين صفتين من صفات المؤمنين وخصائص الإيمان"[3].
وأحيانا يوضح رحمه الله تعالى الوحدة الموضوعية في جزء كامل من القرآن، فيقول مثلا عن جزء عم: "هذا الجزء كله ذو طابع غالب؛ سوره مكية فيما عدا سورتي "البينة" و"النصر"، وكلها من قصار السور على تفاوت في القصر، والأهم من هذا هو طابعها الخاص الذي يجعلها وحدة على وجه التقريب في موضوعها واتجاهها، وإيقاعها، وصورها وظلالها وأسلوبها العام [1] في ظلال القرآن: ج3 ص1243. [2] في ظلال القرآن: ج1 ص28. [3] انظر في ظلال القرآن: ج1 ص28-35.
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي جلد : 3 صفحه : 1041