نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي جلد : 3 صفحه : 1022
وشعروا بالهزيمة في أرواحهم وكتب لكم الغلب عليهم ... "[1].
أرأيتم كيف ينظر سيد إلى القصة، ينظر إليها من زاوية الداعية، فيبرز سمات الداعية ويضرب الأمثال لبعض العقبات التي تواجه الدعوة وأثر الإيمان والخوف من الله في النصر ويعتصر من الآيات رحيقا يحقنه في شرايين القلوب فلا يملك صاحبها إلا أن يجد في نفسه عزيمة على الحركة وإصرارا على الثبات.
ولو أردت أن أُسَوِّد الصفحات بذكر الأمثلة لخشيت أن آتي على آخرها ولم أبلغ منه مبلغا، فمن أراد ذلك فليحمل أجزاء تفسير "في ظلال القرآن" الستة بين يده وليقرأها كلها فإنه واجد في كل ورقة منها مبتغاه، وإذا كان الأمر كذلك فلا أحسبني قد أطلت ولو فعلت فهل تعذرون؟ [1] في ظلال القرآن: ج2 ص868-870 باختصار.
الأساس الرابع: التفسير الجمالي الفني
استغرقت الاهتمامات الأدبية فترة طويلة من حياة سيد قطب رحمه الله تعالى، ولم يحصرها في نطاقها الضيق بل حاول تطبيقها في رحاب نصوص القرآن الكريم، وكانت أول مؤلفاته في ذلك "التصوير الفني في القرآن" ثم "مشاهد القيامة في القرآن".
وحين شرع في تفسيره "في ظلال القرآن" بعد ذلك لم تغب عن باله تلك الصور الجمالية في القرآن الكريم، ووجد فيها وفي صحبتها المفتاح الذي أطلع به على كنوز من القرآن واهتدى به إلى قواعد وسمات وآفاق وموضوعات الجمال الفني في القرآن الكريم.
الفني؟! ما الفن؟ يرى سيد رحمه الله تعالى أن هناك إيضاحا واجبا ينبغي أن يقال بعد ما بدأت كلمة الفن يُساء استخدامها أو يساء فهمها، أو يساء تأويلها في مجال القرآن ويعترف بأنه حين اتخذها عنوانا لكتابه "التصوير الفني في القرآن" لم يكن لها في نفسه إلا مدلول واحد هو جمال العرض، وتنسيق الأداء وبراعة الإخراج، ولم يجل في خاطره قط أن "الفني"
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي جلد : 3 صفحه : 1022